92فيها (الدبل) المساعد على السحب، لم نستطع الذهاب إليه لمعرفة مسافة القرية القديمة طولاً لوجود كثبان كثيرة من الرمال تجمعت بفعل السيول، فشكرناه، وعدنا أدراجنا الىٰ جدة.
وفي الرحلة الثانية استعرت سيارة جيب تويوتا، وصحبت معي ولدي عماداً، وكان برفقتنا خاله المرحوم السيد ياسين البطاط، وابنه السيد فاضل، وتجاوزنا المسجد المذكور الىٰ قصر علياء، ويبدو من أطلاله أنه أثر عباسي، والىٰ جنبه آثار سوق قديمة وطريق صخري عفّى عليها الذاري. والمسافة بين المسجد الماثل وأطلال القصر أربعة كيلومترات أو تزيد قليلاً.
وفي الرحلة الثالثة كان مركبنا سيارة جيب تويوتا أيضاً، مستعارة، والرفقة: الخطيب الشيخ صالح العبيدي والشاب عابد العلّاسي من جدة، وولداي معاد وفؤاد، وابنا عمتهما السبطان السيدان الحسن والحسين الخليفة، ورأينا الطريق من مطار رابغ حتى المحرم قد عبدته الحكومة السعودية وزفتته، وذلك بطلب من الحكومة الإيرانية.
كما أننا رأينا مسجداً جديداً كبيراً شيد علىٰ موقع المسجد السابق بعد تهديمه، وفيه مرافق من مراحيض وحمامات للرجال وللنساء، عملته الحكومة السعودية بعد تزفيت الطريق المذكور.
وأيضاً رأينا الىٰ جانب قصر علياء - كما يسميه أعراب المنطقة، ولم أعرف وجه التسمية - قريباً منه، مسجداً آخر، غير مسقوف، قيل إن الذي بناه رجل من شيعة حرب القاطنين بوادي الفرع.
«ويسكن أرض الجحفة اليوم قبائل من زبيد، منهم: الزنابقة والروايضة والعصلان، تخالطهم عناصر من عوف» 1.
ونخلص مما تقدم الى التالي: