91
حاضرها:
قمت بثلاث زيارات ميدانية أو رحلات استطلاعية لموقع الجحفة في التواريخ التالية:
1 - الرحلة الأولىٰ في أوائل سنة 1402 ه.
2 - الرحلة الثانية في 7/5/1402 ه \2/3/1982م.
3 - الرحلة الثالثة في 18/6/1409 ه \25/1/1989م.
ففي الرحلة الأولىٰ: ذهبت إليها من جدة بسيارة سوبربان شفرليت، وكان برفقتي ولدي إياد، وعندما وصلنا مطار رابغ نزلت يمنة الطريق إلىٰ أرض رملية صخرية غير ممهدة، وليس فيها علامات واضحة يهتدي بها السائر الى الجحفة، فتوقفنا خشية أن نضل الطريق ريثما نرىٰ من نسير معه، فأقبلت علينا سيارة داتسون وانيت فاستوقفتها وسألتُ صاحبها عن الطريق، فقال: معي لأن طريقي يمر بالميقات، وعندما بانت لنا منارة المسجد انطلق الىٰ جهته مسرعاً وتركنا نتخذ من المنارة مناراً نهتدي به. وحين وصلنا عند باب المسجد ترجلنا ودخلنا المسجد، فرأيناه قد لعبت به سوافي الرمال وغطّت فرشه، ورأينا فيه خزانات ماء للاستسقاء ومنها للغسل في حماماته الملحقة به.
وبالتفاتة الىٰ إحدىٰ زوايا المسجد رأينا بدوياً متوسداً يده وغاطاً بنوم عميق، وقدرنا أنه خادم المسجد فأيقظناه وسألناه بعض الأسئلة عن الموقع، فقال: إن هذا المسجد شيد قريباً من قبل الحكومة السعودية وملاصقاً لأسس المسجد القديم، وأرانا شيئاً منها، وهي آثار مسجد الأئمة الذي تقدم ذكره، ثم أرانا بجواره بئراً قديمة مطمورة، ثم صعدنا علىٰ سطح المسجد ورأينا علىٰ بعد ستمائة متر شرقي هذا المسجد بئر ماء ليست بالقديمة يستقي منها الرعاة وأعراب المنطقة، ثم أشار الىٰ امتداد قرية الجحفة حتىٰ قصر علياء، ولأن سيارتنا ليس