90وربما كان خرابها في القرن السادس الهجري، ويفاد هذا مما جاء من تعريف لها في (معجم البلدان 2/111) فقد قال مؤلفه ياقوت الحموي المتوفى سنة 626 ه: «الجحفة - بالضم ثم السكون فالفاء - كانت قرية كبيرة ذات منبر. . . وهي الآن خراب» .
والذي يظهر أنها بقيت خراباً حتىٰ عصرنا هذا.
وقد يرجع هذا الىٰ ما تُمنىٰ به المدن والقرى الواقعة على الطرق العامة عند عدول السابلة الىٰ طريق آخر فتهجر لانقطاع مورد المعيشة فيها، وهو تعامل أهلها مع السالكة والسابلة المارة بها.
حيث يفاد مما يذكره الرحالة من مصريين ومغاربة 1أن طريق الحاج من المدينة المنورة الىٰ مكة المكرمة المار ب(بدر) ف(الجحفة) عدل عنه، فانحدر من (بدر) الىٰ (مستورة) ف (رابغ) .
هذا كلّ ما وقفت عليه من تاريخها الماضي، وبخاصة في العهد الإسلامي.
ونستطيع أن نخلص منه الى النتائج التالية:
1 - أن الجحفة حتى القرن الخامس الهجري كانت قرية كبيرة جامعة ذات منبر.
2 - وكان يطلق علىٰ أولها - للداخل إليها من جهة المدينة المنورة - اسم (عزور) ، وكان فيه مسجد يقال له (مسجد النبيّ) ، وهو المسجد الجامع الذي فيه منبرها لإقامة صلاة الجمعة.
3 - وفي آخرها - للخارج منها إلىٰ جهة مكة المكرمة - مسجد يقال له (مسجد الأئمة) .
4 - وفي نهايتها - من جهة مكة المكرمة أيضاً - عَلَمان أي علامتان من البناء الثابت لبيان حدود الميقات أو نهاية الميقات.