260هذا الاحترام، وكل هذا التقدير. .» 1.
وكما يقول عنه طه حسين: «من العلم بأمور الدين والدنيا ومن المكانة في بني هاشم خاصة، وفي قريش عامة، وفي نفوس المسلمين جميعاً، ما كان خليقاً أن يعصمه عن الانحراف عن ابن عمّه، مهما تعظم الحوادث، وتدلهم الخطوب. .» وإن كان طه حسين يثبت تهمه السرقة له 2.
فصاحب التاريخ العريض المليء بالأخلاق والحب والتفاني قولاً وفعلاً دفاعاً عن الإمام ومواقفه، لا يمكن لهذا الرجل أن ينسب اليه مثل هذا العمل (السرقة) .
وأخيراً أرىٰ أن ما حدّث به اليعقوبي في تأريخه هو الأنسب والأقرب للصحة ونكتفي بما حدث به:
كتب أبو الأسود الدؤلي - وكان خليفة عبداللّٰه بن عباس بالبصرة - إلىٰ علي عليه السلام يعلمه أن عبد اللّٰه أخذ من بيت المال عشرة آلاف درهم فكتب اليه يقسم له باللّٰه لتردنها، فلما ردّها عبداللّٰه بن عباس أو ردّ أكثرها كتب إليه علي عليه السلام: أما بعد، فإن المرء يسره درك ما لم يكن ليفوته، ويسوؤه فوت ما لم يكن ليدركه فما أتاك من الدنيا فلا تكثر به فرحاً وما فاتك فلا تكثر عليه جزعاً، واجعل همّك لما بعد الموت والسلام. فكان ابن عباس يقول: ما اتعظت بكلام قط اتعاظي بكلام أمير المؤمنين أو ما انتفعت بكلام بعد كلام رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم كانتفاعي بهذا الكلام) 3.
والنتيجة - باختصار - التي توصل اليها السيد محمد تقي الحكيم في بحثه هذا هي:
1) الأخذ برواية اليعقوبي ففي جوها تلتقي جميع الخطوط والآراء 4. . .
2) أن ابن عباس في أخذه لهذا المال كان أخذه ينطوي تحت العنوان الأولي وهو حقّه الطبيعي في الخمس. وإن اصرار الإمام علىٰ إرجاع المال يناسب وجهة