258قال ابن كثير: «. . . وتأمر على البصرة من جهة علي، وكان إذا خرج منها يستخلف أبا الأسود الدؤلي على الصلاة، وزياد بن أبي سفيان على الخراج، وكان أهل البصرة مغبوطين به: يفقههم، ويعلم جاهلهم، ويعظ مجرمهم، ويعطي فقيرهم، فلم يزل عليها حتىٰ مات علي. ويقال: إن علياً عزله عنها قبل موته. . .) 1.
- قال ابن حجر في الإصابة: «فلم يزل ابن عباس على البصرة حتىٰ قتل علي؛ فاستخلف على البصرة عبد اللّٰه بن الحارث ومضى الى الحجاز. . .» 2.
- أما ابن أبي الحديد فقد قال بعد أن ذكر الكتب المتبادلة بين الإمام عليه السلام وابن عباس: (وقال آخرون هم الأقلون: هذا لم يكن ولا فارق عبد اللّٰه بن عباس علياً عليه السلام، ولا باينه ولاخالفه، ولم يزل أميراً على البصرة الىٰ أن قتل عليّ عليه السلام.
قالوا: ويدل علىٰ ذلك مارواه أبو الفرج عليّ بن الحسين الأصفهانى من كتابه الذي كتبه الىٰ معاوية من البصرة لما قتل علي عليه السلام، . . . وكيف يكون ذلك ولم يخدعه معاوية، ويجرّه الىٰ جهته، فقد علمتم كيف اختدع كثيراً من عمال أمير المؤمنين عليه السلام واستمالهم إليه بالأموال، فمالوا وتركوا أمير المؤمنين عليه السلام، فما باله وقد علم النّبْوَة التي حدثت بينهما، ولم يستمل ابن عباس، ولا اجتذبه الىٰ نفسه، وكل من قرأ السير وعرف التواريخ يعرف مشاقّه ابن عباس لمعاوية بعد وفاة علي عليه السلام، وما كان يلقاه به من قوارع الكلام، وشديد الخصام، وما كان يثني به علىٰ أمير المؤمنين، ويذكر خصائصه وفضائله، ويصدع به من مناقبه ومآثره، فلو كان بينهما غبار أو كدر لما كان الأمر كذلك، بل كانت الحال تكون بالضد لما اشتهر من أمرهما» وبعد أن يورد ابن أبي الحديد كل هذا يقول وهذا عندي هو الأمثل والأصوب. وإن توقف أخيراً. بعد ذلك يردّ علىٰ قول الراوندي الذي يقول:
المكتوب اليه هذا الكتاب (كتاب أمير المؤمنين) هو عبيد اللّٰه بن عباس، لا