255وهنا يقول السيد الحكيم: وكلام عمرو هذا ذو شقين اثنين نختلف معه في حسابهما، فأما اِدعاؤه استمرار بقاء ابن عباس مع علي ثم مع الحسن فهذا من قبيل الرواية، ونحن لانملك تكذيبه فعلاً فيها، وأما الشق الثاني من دعواه فهي قابلة للمناقشة، إذ لا تلازم بين تفريغ مال الكوفة وعدم صحة القصة لجواز أن تكون يده قد امتدت الى المال حين مجيء الخراج وقبل توزيعه من قبله، والحقيقة أن هذا من قبيل الاستحسان المحض وهو أقرب إلى الاجتهاد في مقابل النص لوصح وروده في هذا المجال.
التهم الموجهة لابن عباس:
الاتهام الأول ورد في تاريخ الطبري في حوادث سنة 40 ه في سبب شخوصة الىٰ مكة وتركه العراق. وخلاصة هذا الاتهام أن الدؤلي بعد شجار له مع ابن عباس كتب الىٰ الامام علي عليه السلام قائلاً: . . . وان ابن عمك قد أكل ما تحت يديه بغير علمك. . .
فكتب الإمام علي عليه السلام اليه كتاباً وآخر الىٰ ابن عباس وتتالت كتب الامام وابن عباس ومما جاء في أحد كتب الإمام:
أما بعد فأعلمني ما أخذت من الجزية، ومن أين أخذت؟ وفيم وضعت؟
فكتب اليه ابن العباس: أما بعد، فقد فهمتُ تعظيمك مرزأة ما بلغك أني رزأته من مال أهل هذا البلد، فابعث الىٰ عملك من أحببت فإني ظاعن عنه.
والسلام.
ثم دعا ابن عباس أخواله بني هلال بن عامر. . . 1الاتهام الثاني ورد علىٰ لسان قيس بن سعد حينما لحق عبيد اللّٰه بن عباس بمعاوية الذي جاء لحرب الحسن عليه السلام حيث اغراه معاوية بالمال: قام قيس