250كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار. . .) .
وللوضع عوامله وأهدافه وطرقه. ومن طرقه اختيار سند ينتهي الىٰ صحابي جليل يتمتع بوجود محترم بين الصحابة ومكانة كبيرة عند عموم المسلمين وقد يكون ذا مكانة علمية مرموقة ومعروفة، وربما يكون من الذين يستعين به الصحابة في حلّ كثير من المسائل التفسيرية والفقهية، حتىٰ يُعطىٰ للرواية - بكاملها سنداً ومتناً - قوةً وأثراً ومقبولية لدى الآخرين.
لأن «الواضع بداهة لا يختار لنفاقه إلا الشخصيات الرفيعة من ذوي الشهرة الواسعة لكي تلقى اكذوبته صداها في نفوس الناس بنسبتها إليهم» 1.
وابن عباس ممن تتوفر فيه هذه الصفات إضافة إلىٰ أنه شخصية علمية فهو ذات رصيد اجتماعي وصاحب دور سياسي مطلع على الأحداث، التى مرت في تأريخ الإسلام والمسلمين، كما أنه من عائلة كريمة اجتمعت فيها صفات النبل والسخاء والشجاعة. كل هذه الأمور وغيرها جعلت الرجل عرضة للوضع له والمبالغة فيه للوصول الىٰ مآرب سياسية من خلال ذلك، كما صار عرضة للوضع عليه نيلاً منه وتبريراً لأفعال أعدائه واعداء البيت الهاشمي. يقول أحمد أمين:
ويظهر أنه وضع على ابن عباس وعليّ أكثر مما وضع علىٰ غيرهما. ولذلك أسباب:
أهمها أن علياً وابن عباس من بيت النبوة، فالوضع عليهما يكسب الموضوع ثقة وتقديساً لا يكسبهما الإسناد إلىٰ غيرهما. . . وابن عباس كان من نسله الخلفاء العباسيون، يتقرب إليهم بكثرة المروي عن جدّهم.
ثم يواصل أحمد أمين كلامه فيقول: وقد روي عن ابن عباس ما لا يحصىٰ كثرة، فلا تكاد تخلو آية من آيات القرآن إلا ولابن عباس فيها قول أو أقوال.
وكثر الرواة عنه كثرة جاوزت الحد. . . 2.
كما أن السيد الحكيم يقول: