171تسمية هذه النقطة من الأرض باسم «عرفات» 1.
وبعد هذا التأريخ وعلى إثر تشريع الحجّ، أصبح الوقوف في عرفات أمراً واجباً 2. إلا أنّ شهرة هذه الأرض ذاعت من عصر النبيّ إبراهيم عليه السلام فصاعداً.
وقبل العثور على بئر زمزم، وبسبب وجود آبار المياه في أطراف عرفات، فإن بعض القبائل كالجرهميين اختاروا هذه المنطقة كمحل مناسب لسكناهم.
كتب المرحوم المجلسي قائلاً:
«. . . وكانت جرهم نازلة بذي المجاز وعرفات إلىٰ ما قبل ظهور الماء في زمزم، فلما ظهر الماء بمكة عكفت الطير والوحش على الماء، فنظرت جرهم إلىٰ تعكف الطير على ذلك المكان واتبعوها، واختاروا السكن إلىٰ جوار زمزم 3.
وبامتلاء بئر زمزم بالماء ووجود المصادر المائية حول منطقة عرفات، واستواء الأرض في هذه المنطقة، نزلت مجموعة أخرىٰ من الناس في هذه الأرض، وقاموا بزراعة النخيل والحقول، وقد سكن قسمٌ فيها بشكل دائم، وقسم آخر كانوا ينزلون في هذه المنطقة في بعض فصول السنة. وبعد مدة من الزمن، نقلوا المياه من آبار عرفات الى مكة وليستخدمها الناس الساكنون فيها.
يقول الأزرقي نقلاً عن ابن عباس:
لما انتشرت قريش بمكة وكثر ساكنها، قلّت عليهم المياه واشتدّت المؤنة في الماء، حَفرت بمكة آباراً، فحفر مرّة بن كعب بن لؤي بيراً يقال لها: رُمْ، وبلغني أن موضعها عند طرف الموقف بعرفة قريباً من عرفة 4.
وبئر «الروا» كانت تقع خارج مكة وفي بواديها مما يلي عرفة 5.
ويقول البشاري في أخباره عن عرفات:
«عرفة قرية فيها مزارع وخضرٌ ومباطخ، وبها دورٌ حسنة لأهل مكة ينزلونها يوم عرفة» 6.