172ويقول ياقوت الحموي: إن موضع هذه القرية يقع على بعد ميلين عن الموضع الحالي 1.
والمسلَّم به أن أشخاصاً كانوا يسكنون هذه المنطقة ولهذا كانوا يسمَّون بلقب العَرَفي. ومن هؤلاء زنفل بن شداد العَرَفي، وكان للعاص بن وائل دارٌ في هذه المنطقة، وروي أن سعيد بن المسيب أثناء مروره من جوار تلك الدار سمع مغنياً يغني فيها بهذه الأشعار:
تضوع مسكاً بطنُ نعمانَ! إذ مَشت
به زينبٌ في نسوةٍ عَطِرات
فضرب برجله الأرض وقال: هذا واللّٰه مما يلذّ استماعه:
و ليست كأخرىٰ أوسعت جيب درعها
ولم يبق الآن أيّ أثرٍ لتلك المنازل والمزارع في عرفات، إلا أنه في السنوات الأخيرة زُرعت أشجارٌ كثيرة في عرفات، تضفي المزيد من الجمال على هذه المنطقة، كما يقصد أهل مكة هذه المنطقة على مدار أيام السنة بهدف الراحة والاستحمام، وينعمون بفيء تلك الأشجار وظلالها ومناظرها الجميلة.
حدود عرفات:
لو تصورنا منطقة عرفات على شكل قوس، لوجدنا أن الجبال تحيط بأطراف هذا القوس، ووتر هذا القوس هو وادي عُرَنَة. إذ يَحفُّ بعرفات من الشمال الشرقي جبل سَعْد: وهو جبل عال أسمر، ومن الشرق جبل أمغر (أشهب) يسمىٰ جبل «مِلْحة» ، وارتفاعه أقل من الأوّل، ومن الجنوب سلسلة جبيلة لاطيئة (لاطئية) سوداء أبرزها «أم الرضوم» . أما في الغرب والشمال الغربي فيمر