123
نشأة الحياة العلمية في الحجاز
عبد الجبار الرفاعي
مقدمة في بيان دور أهل البيت وشيعتهم
في ظهور وتطور العلوم الاسلامية في المدينة ومكة
الإسلام أول دين سماوي اقترنت ولادته بالدعوة إلى القراءة والحث علىٰ التعلم، فالكلمة الأولى التي هتف بها الوحي ووعتها أسماع النبيّ محمد صلى الله عليه و آله و سلم هي الأمر بالقراءة « اِقرأ باسم ربّك الذي خلق» 1، وتلتها مباشرة « اِقرأ وربّك الأكرم» 2، وجاء في سياقها تأكيد دور القلم « الذي علَّمَ بالقلم علَّمَ الإنسان مالم يعلم» 3. وتكررت الآيات التي تحث على القراءة والتعلم ومرادفاتها الأخرىٰ منبسطة علىٰ مساحة واسعة في كتاب اللّٰه تعالىٰ، حتىٰ أضحىٰ هذا الموضوع محوراً أساسياً في القرآن.
وافتتاح نزول القرآن على النبيّ بالأمر بالقراءة ظاهرة متميزة لا نعثر علىٰ ما يماثلها في أي كتاب سماوي غيره، تعني في إحدىٰ دلالاتها أن القرآن كتاب يهدف إلىٰ تعميم المعرفة وإشاعة العلم واستئصال منابع الأمية والجهل، ويتجلىٰ هذا المعنىٰ بصورة واضحة في بيان القرآن لمهمة النبيّ المتمثلة في التزكية وتعليم