106طواف القدوم يفعله الآفاقي 1حين يدخل مكة ويختص به، وقد اتفقوا علىٰ عدم ثبوته للمكي وأن عليه فقط طواف الإفاضة، وكيف كان فهو أشبه بركعتي صلاة التحية للمسجد، ومن هنا سمي طواف التحية، كما أنه سمي طواف الورود، وهذا الطواف يكون تحية للبيت لا للمسجد، وهو مستحب عند جميع فقهاء المذاهب، لما روي أن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم طاف حين قدم مكة 2، ولذلك قالوا: إن ترك هذا الطواف لا يوجب شيئاً علىٰ تاركه، ولكن المالكية خالفوا في ذلك وقالوا:
إن علىٰ تاركه دماً علىٰ ما حكي عنهم.
وكيف كان فقد ذهب جمهورهم والإمامية علىٰ أنه لا يجزي عن طواف الزيارة إذا نسيها، ولكن ذهبت طائفة من أصحاب مالك أنه يجزي عنها وكأنهم رأوا أن الواجب هو طواف واحد 3.
ب - طواف الزيارة:
اتفقوا علىٰ أن طواف الزيارة ركن يفوت الحج بفواته، وقالوا: إنه المعني بقوله تعالىٰ: « ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيتِ العتيق» 4.
ويسمىٰ هذا الطواف بطواف الزيارة وطواف الإفاضة، وطواف الحج أيضاً، ويأتي به الحاج سواء كان مكّياً أو آفاقياً بعد أعمال منى التي يأتي تفصيلها، ولكل واحد من هذه الأسماء وجه.
أما وجه تسمية هذا الطواف بطواف الزيارة فلأجل أن الحاج يترك منى بعد أن يأتي بأعمالها، ويذهب إلىٰ مكة ويزور البيت من أجله.
أما وجه تسمية هذا الطواف بطواف الإفاضة فلأجل أن الحاج يفيض، أي يرجع من منى بعد إتيانه بمناسكه الثلاثة إلىٰ مكة لأجل الإتيان بأعمال مكة التي منها هذا الطواف.
أما وجه تسمية هذا الطواف بطواف الحج فلأجل أنه ركن من أركانه عند فقهاء جميع المذاهب