90نقل بعض عبائر المعجميين التي ترتبط بالاشتباه الذي أشرت إليه، وكالتالي:
قال الجوهري (ت393ه) في (الصحاح) : «والقرن: موضع، وهو ميقات أهل نجد» .
وقال ابن الأثير (ت606ه) في (النهاية) : «وفي حديث المواقيت: أنه وقّت لأهل نجد قرناً، وفي رواية: قرن المنازل، هو اسم موضع يحرم منه أهل نجد» .
وهذان التعريفان - كما تراهما - ليس فيهما تعيين وتحديد للموضع.
ثم قال المطرزي -ت616ه) - وهو معاصر لابن الأثير - في (المُغرَّب) :
«والقرن: ميقات أهل نجد، جبل مشرف على عرفات، قال:
لم تسأل الربع أن ينطقا
قرن المنازل قد أخلقا
وفي (الصحاح) بالتحريك، وفيه نظر» .
وعبارته المذكورة واضحة في أنه يعيّن قرن المنازل بالجبل المشرف على عرفات.
ثم يأتي من بعده الفيومي (ت770ه) فيقول في (المصباح) : «وقرن - بالسكون أيضاً - ميقات أهل نجد وهو جبل مشرف على عرفات، ويقال: قرن المنازل وقرن الثعالب» .
وعبارته - هي الأخرى - واضحة في تعيين قرن المنازل بالجبل المشرف على عرفات.
وبعد الشيخين المطرزي والفيومي يأتي الفيروزآبادي (ت816ه) ، فيذكر في (القاموس) - وهو في معرض تعداد معاني كلمة قرن - المعاني الثلاثة التالية حيث يقول: «وجبل مطل على عرفات، والحجر الأملس النقي، وميقات أهل نجد وهي قرية عند الطائف أو اسم الوادي كله» .
وعبارته واضحة في أن الجبل المطل على عرفات غير ميقات أهل نجد،