65بنا» 1.
وعن الصادق عليه السلام: «مَنْ زار إماماً مفترضَ الطاعة له ثوابُ حّجةٍ مبرورةٍ» 2. وعن الرضا عليه السلام:
إنّ لكلِّ إمامٍ عهداً في أعناق أوليائه وشيعته، وإنّ من تمام الوفاء بالعهد وحُسْنِ الأداء زيارةَ قبورهم، فَمنْ زَراهم رغبةً في زيارتهم وتصديقاً بما رَغِبوا فيه كانتْ أئمّتهم شُفَعاءَهم يومَ القيامة 3.
والأخبار في ذلك خارجة عن حدِّ الحصر 4.
وسُنَنُ الزيارة الغسلُ قبلَ دخول المشهدِ، والكونُ حالتها علىٰ طهارةٍ، وإتيانُه بالخضوع والخشوع في ثيابٍ طاهرةٍ جُدَدٍ، والوقوفُ على بابه والدعاء والاستيذان بالمأثور. فإنْ وَجَدَ خشوعاً ورِقّةً دخل وإلّا تَحَرّى زمانَ الرقّة، فإذا دخل قَدَّمَ رجلَه اليمنىٰ، ووقف على الضريحِ مُلاصِقاً له أو غيرَ ملاصِقٍ، وقَبَّل الضريحَ الشريفَ، واستقبل وجهَ المَزور واسْتَدْبَرَ القبلةَ، ويَزُوره بالمأثور، وأقلُّها الحضور والسلام. ثمّ يَضَعُ خدَّه الأيمنَ عليه عند الفَراغ، ويَدْعو متضرِّعاً، ثم خدَّه الأيسَر سائلاً مِن اللّٰه تعالىٰ بحقِّه وحقِّ صاحب القبر أنْ يَجْعَلَه من أهل شفاعته ثمّ يُصلِّي ركعتَي الزيارة عند الفَراغ، فإنْ كان زائراً للنبيّ صلى الله عليه و آله و سلم ففي الروضة، وإنْ كان لأحد الأئمّة عليهم السلام فعند رأسه، ورُوِيتْ رخصةٌ في صلاتهما إلى القبر 5بمعنىٰ جعل القبر في قبلة المصلِّي، ويجوز استدبارُه وإنْ كان غيرَ مستحسنٍ، ويُهْدي الصلاة للمَزور، ويدعو بعدَها بالمأثور، وإلّا فيما سَنَحَ، وَلْيُعَمِّمِ الدعاءَ؛ فإنّه أقربُ إلى الإجابة، ويَتْلوا بعد ذلك شيئاً من القرآن ويُهْدِيه للمَزورِ تعظيماً له، والمنتفِعُ بذلك كلِّه الزائرُ. ويَخْتِم ذلك كلَّه بالصدقة على السَدَنَةِ 6والَمحاويجِ بتلك البُقْعة. ولَيَكُنْ بعدَ الحجِّ والزيارة خيراً منه قبلَهما؛ فإنّ ذلك علامةُ القبول وبلوغُ المأمول.