32ببيعته، « فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِه وَمَنْ أَوْفَى بِما عَاهَدَ عَلَيْهُ اللّٰهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً» 1.
ولذلك قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم: «الحجر الأسود يمين اللّٰه في الأرض يصافح بها خلقه كما يصافح الرجل أخاه» 2.
ولمّا قبّله عمر قال: إني لأعلم أنك حجر لاتضر ولا تنفع، ولولا أنّي رأيت رسول اللّٰه يقبّلك لَما قبّلتكَ! ! فقال له عليّ عليه السلام: «مه يا عمر، بل يضرّ وينفع، فإنّ اللّٰه سبحانه لمّا أخذ الميثاق علىٰ بني آدم حيث يقول: « وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهمْ ذُرِّيتَهُمْ وَأَشْهَدَهُم عَلَىٰ أَنْفُسِهِم» الآية 3، ألقمه هذا الحجر ليكون شاهداً عليهم بأداء أمانتهم، وذلك معنىٰ قول الإنسان عند استلامه: أمانتي أدّيتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي عند رّبك بالموافاة» 4.
وأمّا التعلّق بأستار الكعبة والالتصاق بالملتزم:
فليستحضر فيه طلب القرب، حّباً للّٰهوشوقاً إلىٰ لقائه، تبركاً بالمماسة ورجاءً للتحصن من النار، في كلّ جزءٍ من البيت.
ولتكن النية في التعلّق بالستر الإلحاح في طلب الرحمة 5، وتوجيه الذهن إلى الواحد الحقّ، وسؤال الأمان من عذابه، كالمذنب المتعلّق بأذيال من عصاه، المتضرع إليه في عفوه عنه، المعترف له بأنه لا ملجأ إلّاإليه، ولا مفزع له إلّاعفوه وكرمه، وأنه لا يفارق ذيله إلّابالعفو وبذل الطاعة في المستقبل.
وأمّا السعي بين الصفا والمروة في فناء البيت:
فمثال لتردّد العبد بفناء دار الملك، جائياً وذاهباً، مرّةً بعد أخرىٰ، إظهاراً للخلوص في الخدمة، ورجاءً لملاحظته بعين الرحمة، كالّذي دخل على الملك