246الذين اختلفوا ونشروا قصّة الغرانيق.
وكما أشرنا فيما سلف فقد كان للعلماء والمفسّرين من ذوي الأصول اليهودية دور في تشويه العقائد الإسلامية، ولا بد من إجراء دارسة موسّعة حول صلاتهم الوثيقة بالسلطات الحاكمة آنذاك ولا سيما السلطة الأموية. ونشير في هذا الصدد إلىٰ كلام أحَدِ الباحثين المطلعين قال فيه:
«والطريف في الأمر أنه كلما كان الرواة أقرب إلىٰ معاوية وسلطانه، كان دورهم في وضع وإشاعة الإسرائيليات أوسع» 1. وما نقلناه يمثّل واحداً من تلك الأمثلة والشواهد.
وليكون ذلك بالنتيجة تبريراً لسياستهم الدموية الظالمة. ويرىٰ علماء اللغة أن كلمة عاشوراء لم تطلق علىٰ يوم العاشر من المحرم الحرام إلّامن بعد استشهاد أبي عبد اللّٰه الحسين عليه السلام؛ فهذا المصطلح مصطلح إسلامي ولم يكن له وجود في العصر الجاهلي قط 2.
وفي الصفحات التالية من الكتاب وصف لدخول النبي صلى الله عليه و آله و سلم مكة منتصراً في عام الفتح، وصلاته في الكعبة، وأذان بلال وموقف قريش إزاء كلّ ذلك، وإخبار النبي عمّا اضمروه له ولبلال. وهذا يدل علىٰ حيرة المشركين من جهة ويعكس منجهةأُخرىٰعظمة بلال، وعلىٰ معجزة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم ومعرفته بما يضمرون. دخل النبي المسجد في عام الفتح وأرسل إلىٰ سادن الكعبة عثمان بن طلحة يدعوه، ولما حضر أخذ منه المفاتيح ودخل الكعبة وصلىٰ فيها، ثم أَعادها إليه.
يصف الأزرقي في هذا الفصل كيفية دخول النبي وأصحابه بدقّة متناهية.
أشارت التفاسير والنصوص التاريخية إلىٰ أن الآية الشريفة: « إن اللّٰه يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلىٰ أهلها. . .» 3. قد نزلت في الحادثة التي سبق الحديث عنها وهذا التصور غير صحيح، إلّاأن المقام هنا لايناسب لطرح المزيد من التفاصيل عن هذا