245الكتاب إلىٰ درج الأقوال المتضاربة في الهامش، وأضاف إليها أقوال الفاكهي في هذا المجال، وضم إليها روايات أخرىٰ، واستنتج في نهاية المطاف أن معاوية لم يكن في عداد من كسا الكعبة، وواصل الحديث عن كسوتها إلىٰ يومنا هذا. (ص252-286) .
يستعرض الأزرقي في مطلع هذا الفصل بعض الأخبار التي تشير إلىٰ أنهم كانوا يكسون الكعبة في يوم عاشوراء و. . . إلّاأن الباحثين يؤكدون عدم صحّة مثل هذه النصوص التاريخية، ويذهبون إلىٰ أنّها من وضع جلاوزة معاوية لاضفاء طابع قدسي علىٰ يوم عاشوراء.
ينتهج الأزرقي في كتابه هذا نمطاً من النقل التاريخي لا يأخذ بالحسبان التسلسل التاريخي للوقائع والأحداث، بل ينقلها حسب مناسبات ذكرها.
فيستعرض في هذا الفصل حادثة حريق الكعبة، ومن ثم يعرّج علىٰ ذكر رمي الكعبة بالمنجنيق علىٰ يد الحصين بن نمير في أيام يزيد وكيفية تخريبها وإعادة بنائها في عهد سلطة ابن الزبير، مع ذكر التغييرات الأخرى التي أجريت علىٰ بناء الكعبة. والمواقف التي يذكرها الكتاب في هذا الصدد رائعة وجديرة بالمطالعة، حيث اعتبر البعض تلك الأحداث خارج نطاق قدرة الإنسان ولا بد من وجود يد للقدر فيها.
يقول الأزرقي:
أول ما تكلم في القدر حين احترقت الكعبة. . .
ونقل في هذا الفصل من الكتاب خبراً أورده محمد بن كعب القرظي، وهو خبر يستحق التأمل فيه إذ يقول في مطلعه: «لما حجَّ سليمان بن عبد الملك وهو خليفة طاف بالبيت وأنا إلىٰ جنبه. . .» (ص220) .
ومحمد بن كعب القرظي هذا من مفسّري التابعين وأصله يهودي، ومن الذين ساهموا في إشاعة الإسرائيليات يومذاك. وهو [ أول من أو ] من أوائل