242ينتقل الكتاب بعدَ ذلك للحديث عن حياة ونشأة قصي بن كلاب، وحصوله علىٰ ولاية البيت الحرام وما يتعلقبذلك منالحوادث (103-116) .
ثم يستعرض الكتاب قضية انتشار ولد إسماعيل، وظهور بوادر الانحرافات الفكرية والعقائدية، وظهور عبادة الأصنام، وهي قضّية تحظىٰ بأهمية بالغة من الوجهة التاريخية والاجتماعية. ويضم هذا الموضوع بين ثناياه نقاطاً مفيدة عن المعتقدات والأفكار والآراء الاجتماعية لحياة الناس في ذلك العصر.
يبدأ بعدها بالحديث عن تبدّل المعتقدات الأساسية للناس، وبداية عبادة الأصنام والاتجاه نحو نحتها في ربوع مكّة. ويذكر في هذا الفصل أوّل من ألقىٰ بين الناس عبادة الأصنام، وآتىٰ علىٰ ذكر حديث جاء عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم يقول فيه:
إن أول من نصب الأوثان حول الكعبة، وغيّر الحنيفية دين إبراهيم هو عمرو بن لحي (ج1. ص117) .
وذكر أول من وضع الأصنام في الكعبة، ومن وضع الصنمين على الصفا والمروة ليعتبر بهما الناس إلّاأنهما تحوّلا إلىٰ سنّة منبوذة وعادة مستهجنة في شعائر الحج حتّىٰ كان يوم الفتح فكسرا مع ما كسر من الأصنام (ص116-125) .
تضمن هذا الفصل شرحاً لمكانة الكعبة في أذهان الناس، واحترامهم لها، والأصنام المختلفة التي كانت تُعبد في تلك البقاع، والقبائل والطوائف وما تقدسه من الأوثان، وبعض المعتقدات والمراسيم التي كانت تقام عند تلك الأوثان، وبعض ما كان يعتقده الناس بشأن الكعبة والأصنام وما شأنه ذلك.
وينقل كذلك في موضع آخر من الكتاب وصفاً لبعض معتقداتهم وتقاليدهم، التي تبدو وكأنها ذات طابع أسطوري، بيد أنها علىٰ كل الأحوال تعكس وجهاً من أوجه الثقافة التي