24
دِمَاؤُها وَلِكنْ يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنْكُم» 1.
قال صلى الله عليه و آله و سلم: «ما عمل آدميّ من عملٍ يوم النحر أحبّ إلى اللّٰه عزّ وجلّ من إهراق الدم إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من اللّٰه بمكانٍ قبل أن يقع على الأرض، فطيبوا بها نفساً» 2.
العاشر: أن يكون طيّب النفس بما أنفقه من هدي وغيره، وبما أصابه من خسران ونقيصة مال، إن أصابه ذلك فإنّه بذلك يكون مكتفياً إلى اللّٰه سبحانه عن كلّ ما أنفقه، متعوّضاً عنه ما عند اللّٰه، وذلك علامة لقبول حجّه.
البحث الثالث:
في الوظائف القلبية عند كلّ عمل من أعمال الحجّ
اِعلم، أنّ أول الحج فهم موقع الحجّ في الدين، ثمّ الشوق إليه، ثمّ العزم عليه، ثمّ قطع العلائق المانعة عنه، ثمّ تهيئة أسباب الوصول إليه من الزاد والراحلة، ثمّ السير، ثمّ الإحرام من الميقات بالتلبية، ثمّ دخول مكة، ثمّ استتمام الأفعال المشهورة.
وفي كلّ حالة من هذه الحالات تذكرةٌ للمتذكّر، وعبرة للمعتبر، ونيّةٌ للمريد الصادق، وإشارةٌ للفطن الحاذق، إلىٰ أسرار يقف عليها بصفاء قلبه وطهارة باطنه إن ساعده التوفيق.
أمّا الفهم:
فاعلم، أنه لا وصول إلى اللّٰه إلّابتنحية ما عداه عن القصد من المشتهيات البدنية واللذات الدنيوية، والتجريد في جميع الحالات، والاقتصار على الضروريات، ولهذا انفرد الرهبان في الأعصار السالفة عن الخلق في قلل