214ابنه الحسن أول الأمر بحمزة من كثرة محبته له، فقد جاء في باب ذكر تسميتهما الحسن والحسين كانتا بأمر اللّٰه تعالىٰ» . في كتاب ذخائر العقبىٰ ذلك: «عن علي عليه السلام قال: لما ولد الحسن سماه حمزة، فلما ولد الحسين سماه باسم عمه جعفر، قال: فدعاني رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وقال: إني أُمرت أن أغير اسم هذين، فقلت: اللّٰه ورسوله أعلم، فسماهما حسناً وحسيناً» 1.
علي لا يفارق ذكر حمزة:
كان علي عليه السلام لا يفارق ذكر اسم عمه حمزة إجلالاً لقدره واعتزازاً به، وقد ورد ذلك في كتاب ذخائر العقبىٰ في موضوع: «ذكر برّ علي عليه السلام به - يعني عمه العباس - ودعائه له» . وذلك «عن ابن عباس قال: اعتلّ أبي العباس، فعاده علي عليه السلام، فوجدني أضبط رجليه، فأخذهما من يدي، وجلس موضعي، وقال:
أنا أحقّ بعمي منك، أن كان اللّٰه عز وجل قد توفىٰ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، وعمي حمزة وأخي جعفراً، فقد أبقىٰ لي العباس، عمّ الرجل صنو أبيه وبره به كبره بأبيه، اللهم هب لعمي عاقبتك وارفع له درجة، واجعله عندك في عليين» 2.
حديث الرسول صلى الله عليه و آله و سلم علىٰ قبر حمزة رضى الله عنه:
ورد في الطبقات الكبرىٰ لابن سعد قال: أخبرنا عبد اللّٰه بن سلمة بن قعتب، قال: أخبرنا محمد بن صالح بن يزيد بن زيد عن أبي أسيد الساعدي، قال:
أنا مع رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم علىٰ قبر حمزة، فجعلوا يجرون النمرة، فتنكشف قدماه وبجرونها علىٰ قدميه فينكشف وجهه فقال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم: «اجعلوها علىٰ وجهه وجلعوا علىٰ قدميه من هذا الشجر» . قال: فرفع رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم رأسه فإذا أصحابه يبكون، فقال: ما يبكيكم؟ قيل يا رسول اللّٰه لا نجد لعمك اليوم ثوباً