209جبرئيل: ربك يأمرك أن تقاتل بهذا السيف قومك حتىٰ يقولوا: لا إله إلّااللّٰه، وأنك رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، فإذا فعلوا ذلك حرمت دماؤهم وأموالهم، فكانت أول سريه سارت هي لحمزة بن عبد المطلب 1. ويقول المدايني: «إن أول سرية بعثها رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم. لحمزة بن عبد المطلب في ربيع الأول من سنة اثنين إلىٰ سيف البحر من أرض جهينة [ وسيف البحر يعني ساحله ] أخرجه أبو عمر وصاحب الصفوة ولفظة أول لواء عقده رسول اللّٰه لحمزة حيث قدم المدينة» 2.
مقتل حمزة بن عبد المطلب:
كان حمزة بن عبد المطلب يقاتل بشدة، وكان يحارب بيقين، وقد قُتل بعد أن قتل رجالاً من قريش، حيث «رماه وحشي، عبد لجبير بن مطعم فسقط ومثلت به هند بنت عتبة بن ربيعة وشقت عن كبده فأخذت منه قطعة فلاكتها، وجدعت أنفه، فجزع عليه الرسول صلى الله عليه و آله و سلم جزعاً شديداً وقال: لن أصاب بمثلك، وكبّر عليه خمس وسبعين تكبيرة» 3.
جاء في السيرة النبوية لابن هشام عن وحشي فقال: «ودعا جبير بن مطعم غلاماً له حبشياً يقال له: وحشي، يقذف بحربة له قذف الحبشة، قلّما يخطئ بها، فقال له: أخرج مع الناس، فإن أنت قتلت حمزة عمّ محمد صلى الله عليه و آله و سلم بعمّي وطعيمة بن عدي، فأنت عتيق» 4.
وهكذا خرج وحشي مع رجال قريش ومعهم بعض النسوة وكانت «هند بنت عتبة كلما مرت بوحشي أو مرّ بها، قالت: ويها أبا دسمة اشف واستشف، وكان وحشي يكنىٰ بأبي دسمة، فأقبلوا حتىٰ نزلوا بعينين، بجبل بيطن السّبخة من قناة علىٰ شفير الوداي، مقابل المدينة» 5.
وقد تكلم وحشي عن قتل حمزة، كما جاء في السيرة النبوية لابن هشام