185مقابلة مُؤدّي مراسيم البراءة بخشونة لن يكون في صالحهم، خصوصاً أثناء الحالة التي تواجد فيها الحجاج في عرفات وتجمّعهم هناك وانشغالهم بالدّعاء والتَّضرّع.
سؤال 3: ما هو هدفكم من الإصرار على إقامة مراسيم البراءة؟
جواب: إنَّ لإصرار الجمهورية الإسلامية علىٰ أداء مراسيم البراءة له أساسٌ وجذور عميقة في ثقافتنا الدينية، وكذا في المبادئ الأساسية للإسلام في مجال إقامة الحج الإبراهيمي. وإزاء ذلك فإنَّ الحجَّ ليس مجرد إقامة سلسلة من الأعمال والعبادات الجافة أو عديمة الرّوح، ذلك أنّ مثل هذه الاعمال كانت تُمارَسُ في الجاهلية أيضاً حيث كان الناس يجتمعون حول الكعبة للطواف ومن ثَمَّ يشرعون بالذهاب الى المشعر ومنىً، وقد قال الإمام الباقر عليه السلام: «هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية» .
إنَّ الكعبة بيت ومحطّ التوحيد، وكلمة التوحيد تتضمّن كلمة «لا إله» و «إلّا اللّٰه» ، وعلى من يُوحِّد اللّٰه أن يسعىٰ في نفي الآلهة المزيّفة، ثم يسعىٰ بعدها في تثبيت كلمة «اللّٰه» .
إنَّ إظهار مسألة التوحيد على أنّها مسألة ذات بعد واحد، هي السياسة عينها التي اتّبعها بنو أمية كافة. وقد ذكر الامام الصادق عليه السلام ذلك بقوله: «إنّ بني أُمية أطلقوا للناس تعليم الإيمان ولم يطلقوا تعليم الشرك لكي إذا حملوهم عليه لم يعرفوه 1.
إنَّ البراءة من المشركين هي الهدف الأصولي من معرفة الشّرك ومحاربة المشركين.
إنَّ الحج هو أفضل محلٍّ لتنوير عقول الشعوب المسلمة وتنبيههم في هذا المجال، وعلى المسلمين هنا أن يواجهوا مشاكلهم واحتياجاتهم، وبحث القيادة الإلهية للعالم الاسلامي، واتحاد ووحدة المجتمع الإسلامي والسُّبل الكفيلة لتحقيقها، والوقوف بوجه عالَم الشرك والقوىٰ الاستعمارية.