179والتنافي فيما بين الروايتين في شأن نزول الآية ظاهر 1بل بين الروايات.
وعليه فلابدّ من ترجيح.
فما هو المظنون الراجح؟
مرّ أن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم أمر بلالاً فأذّن فوق ظهر الكعبة، فهل أذّن بين ظُهرانيّ الأصنام؟ ! ولو كان لذكر لغرابته. ولو كانت الأصنام منصوبة على المروة وقد قدّموا هَدْيهم عندها، أو كانت الأصنام بينها والصفا وقد قدّموا هدْيهم هناك، لكان غريباً يُذكر وضَبْط الألفين من المسلمين وانضباطهم عن أن يمدّ أحدهم يده أو لسانه بالإهانة الى الأوثان والأصنام في المسعىٰ وحول البيت الحرام بعيد أيضاً، ولا أقلّ من خوف المشركين من ذلك وقد شرطوا للنبيّ أن يخلّوا له البيت والمسجد والمسعىٰ ومكة، وهذا مما يقرّب تقبّلهم لاشتراط النبيّ عليهم رفع الأصنام، أقرب من أن يبقوا في خوف وقلق وحذر من أن تُمسّ أصنامهم بسوء بيد أو لسان.
ولعلهم كانوا قد جمعوها في داخل البيت ولذلك لم يسمحوا للنبي صلى الله عليه و آله و سلم بدخول البيت. ومهما كان فلا أقل من محاولة النبيّ والمسلمين اشتراط رفعها عليهم، في حين لم يذكر ذلك فيما سوىٰ هذا الخبر عن الصادق عليه السلام. فأظن أن كل هذه مرجّحات الى جانبه دون سائر الأخبار.
الهوامش: