135ومع قوله صلى الله عليه و آله و سلم: خذوا عني مناسككم. وفي الثاني صلى الله عليه و آله و سلم طاف خارجه مع قوله خذوا. . . ويدل عليه أيضاً قولُه تعالى: « وليطوفوا بالبيت العتيق» وإنما يكون طائفاً به إذا كان خارجاً عنه، وإلّا فهو طائف فيه. فإن خالف شيئاً من ذلك - راجع لجميع ما قبله، فاسم الإشارة يعود على المذكور. . . - ولم يخرج بكلّ بدنه عن الشاذروان والحجر لم يصح طوافه 1- ولو لم يجعل طوافه من وراء الحطيم، بل طاف في وسطه في الطواف الواجب، فإن كان بمكة أعاد الطواف جميعه ليأتي به علىٰ ترتيبه، فإن لم يفعل وأعاده على الحطيم أجزأه عندنا كذا في السراج الوهاج 2.
وحدثني عن مالك أنه سمع ابن شهاب يقول: سمعت بعض علمائنا يقول: ما حُجّر الحِجُر فطاف الناسُ من ورائه إلّاإرادة أن يستوعب الناسُ بالبيت كلّه 3.
أما ما قاله شارح الموطإ:
نعم في الحكم بفساد طواف مَن طاف داخل الحجر وخلىٰ بينه وبين البيت سبعة أذرع نظر، وقد قال بصحته جماعة من الشافعية كإمام الحرمين، ومن المالكية كأبي الحسن اللخمي. وذكر الأزرقي أن عرض ما بين الميزاب ومنتهى الحجر سبعة عشر ذراعاً وثلث ذراع منها عرض جدار الحجر ذراعان وثلث وفي بطن الحجر خمسة عشر ذراعاً فعلىٰ هذا فنصف الحجر ليس من البيت فلا يفسد طواف من طاف دونه 4.
أما ما قاله النووي 5:
قال أصحابنا ست أذرع من الحجر مما يلي البيت محسوبة من البيت بلا خلاف وفي الزائد خلاف فإن طاف في الحجر وبينه وبين البيت أكثر من ستة أذرع ففيه وجهان لأصحابنا أحدهما يجوز لظواهر هذه الأحاديث وهذا هو