119النبي صلى الله عليه و آله و سلم وأبي بكر، ولكن أحاطه عمر، وهو من البيت لتصريح أحاديث الباب ولحديث الشيخين: الحجر من البيت فلابدّ للطائف من المرور حوله، وعليه جميع المحدثين والفقهاء. كما أنه يعبر عن أسفه لأن الحجاج هدّم ما بناه ابن الزبير الذي أدخل الحجر في الكعبة.
وأما قوله: إن الجدار بناه عمر فهذا مردود، لعدم وجود دليل علىٰ ذلك، ولأنه يتعارض مع ما صرحت به أكثر المصادر إن لم يكن جميعها علىٰ أن الجدار بناه إسماعيل بعد دفن أمّه هاجر، وسمّي من ذلك الوقت بالحجر وعليه العمل والسيرة، حيث أدخله رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم بالطواف، ثم هل غاب عن صاحب التاج ما ذكره في تاجه من رواية عائشة وما جاء فيها حول الحجر؟ ! اللهم إلّاما قد توهمه مما نقله المهلب عن أبي زيد أن حائط الحجر لم يكن مبنياً في زمن النبي صلى الله عليه و آله و سلم وأبي بكر حتىٰ كان عمر فبناه ووسعه قطعاً للشك وأن الصلاة قبل ذلك كانت حول البيت، وتعقيباً علىٰ هذا قال الزرقاني في شرحه على الموطإ بعد ذكره لما نقله المهلب، قال: ففيه نظر. وقد أشار المهلب إلىٰ أن عهدته في ذلك ما في البخاري لم يكن حول البيت حائط، كانوا يصلون حول البيت حتى كان عمر فبنىٰ حوله حائطاً جدره قصير فبناه ابن الزبير انتهىٰ. وهذا إنما هو في حائط المسجد لا في الحجر، فدخل الوهم علىٰ قائله من هنا، ولم يزل الحجر موجوداً في زمن النبي صلى الله عليه و آله و سلم كما يصرح به كثير من الأحاديث الصحيحة 1.
أما ما قاله الزرقاني من شرحه على الموطإ، فقد نقل عن ابن أبي حاتم عن ابن عمر يظهر فيها أن إبراهيم أدخل الحجر في البيت وهذا أمر يثير الاستغراب، فالحجر لم يكن علىٰ عهده صلوات اللّٰه عليه وإنما أوجده إسماعيل بعده، وكل ما كان كما قلنا عريش لهاجر. فقد قال:
ولابن حاتم عن ابن عمر أن البيت رفع في الطوفان فكان الأنبياء بعد ذلك