118الطواف.
ثم قال ابن كثير: فهذا الحديث كالمقطوع به إلىٰ عائشة؛ لأنه قد روي عنها من طرق صحيحة متعددة عن الأسود بن يزيد، والحارث بن عبد اللّٰه بن أبي ربيعة، وعبد اللّٰه بن الزبير، وعبد اللّٰه بن محمد بن أبي بكر، وعروة بن الزبير. فدلّ هذا علىٰ صواب ما فعله ابن الزبير، فلو ترك لكان جيداً، ولكن بعد ما رجع الأمر إلىٰ هذا الحال فقد كره بعض العلماء أن يغير عن حاله كما ذكر عن أمير المؤمنين هارون الرشيد أو أبيه المهدي، أنه سأل الإمام مالكاً عن هدم الكعبة وردّها إلىٰ ما فعله ابن الزبير، فقال له مالك: يا أمير المؤمنين لا تجعل كعبة اللّٰه ملعبة للملوك لا يشاء أحد أن يهدمها إلّاهدمها، فترك ذلك الرشيد، نقله عياض والنووي، ولا تزال - واللّٰه أعلم - إلىٰ آخر الزمان. انتهىٰ ما قاله ابن كثير.
ص187-188 ج1 تفسير ابن كثير.
أما ما قاله الشيخ منصور علي ناصف صاحب التاج الجامع للأصول 1:
. . . وقد تمنى النبي صلى الله عليه و آله و سلم لو تمكن من هدمها لبناها علىٰ قواعد إبراهيم، وأدخل فيها الحِجر. . . ، وفعل ذلك بن الزبير، ولكن بالأسف لم يبقه الحجاج لما وقع بينهما.
وقد استدل أيضاً برواية مسلم: أن النبيَّ صلى الله عليه و آله و سلم قال لعائشة: إن بدا لقومك . . .
وبما ذكر عن عائشة، قالت سمعت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم يقول: لولا أن قومك. . .
ولأدخلت فيها من الحجر.
انتهى ما قاله ونقله الشيخ ناصف.
والذي يراه الشيخ ناصف أن الحجر كلّه من البيت فقال: الجّدر - كالبدر - هو حجر إسماعيل عليه السلام.
وأما قوله صلى الله عليه و آله و سلم خمس أذرع وهذا تقريبي فإنه لم يكن عليه جدار في زمن