117
مَايُقَوِّىٰ عَلَىٰ بِنَائِهِ لَكُنْتُ أَدْخَلْتُ فِيهِ مِنَ الْحِجْرِ خَمْسَ أَذْرُع وَلَجَعَلْتُ لَهَا بَابَاً يَدْخُلُ النَّاسُ مِنْهُ وَبَابَاً يَخْرُجُونَ مِنْهُ قَالَ فَأَنَا الْيَوْمَ أَجِدُ مَا أُنْفِقُ وَلَسْتُ أَخَافُ النَّاسَ قَالَ فَزَادَ فِيهِ خَمْسَ أَذْرُعٍ مِنَ الْحِجْرِ حَتَّى أَبْدَى أُسّاً نَظَرَ النَّاسُ الَيْه فَبَنَى عَلَيْه الْبِنَاءَ وَكَانَ طُولُ الكعبة ثماني عشرةَ ذراعاً فلمّا زاد فيه استقصَره فزادَ في طوله عشرَ أذرُع وجعل له بابين أحدُهما يُدخَلُ منه والآخر يُخرجُ منه، فلما قُتل ابنُ الزبير كتب الحجّاجُ إلىٰ عبد الملك بن مروان يُخبِرهُ بذلك ويُخبِره أنّ ابن الزبير قد وَضع البناءَ علىٰ أسٍّ نظر إليه العُدول من أهل مكة، فكتب إليه عبد الملك إنا لسنا من تلطيخ ابن الزبير في شيء، أما ما زاد في طوله فأقرَه وأما ما زاد فيه من الحِجَر فردّه إلىٰ بنائه وسدّ الباب الذي فتحه. فنقضهُ وأعاده إلىٰ بنائه.
أقوال العلماء في بناء الحِجر:
لقد رأيتُ بعض العلماء قد عبر عن رأيه فيما أستطيع تسميته بقصة الحِجر أو مشكلة الحِجر - حتى إن بعضهم قد أعرب عن أسفه للذي فعله الحجاج بن يوسف الثقفي فهذا ابن كثير يقول 1:
وقد كانت السنة إقراراً لما فعله عبد اللّٰه بن الزبير، لأنه هو الذي ودّه رسولُ اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، ولكن خشي أن تنكره قلوب بعض الناس لحداثة عهدهم بالإسلام، وقرب عهدهم من الكفر، ولكن خفيت هذهِ السنة علىٰ عبد الملك بن مروان ولهذا لما تحقّق ذلك عن عائشة أنها روت ذلك عن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، قال:
وددنا أنا تركناه وما تولىٰ. مستدلاً ابن كثير برواية مسلم التي رواها الحارث بن عبد اللّٰه.
وقد روىٰ مسلم روايتين عن الحارث، في الأولىٰ أن الحارث وفد على الملك بن مروان ونقل الرواية عن عائشة، وفي الثانية أنه رواها حينما التقاه في