73والنهار لا يفترون ولا يقضون شهوة.
ويحتمل أن يكون التشبّه بالملائكة من حيث قال تعالى: « وترى الملائكة حافّين من حول العرش» 1، وكذلك الحجاج حول الكعبة.
ويحتمل أن يكون التشبّه بالملائكة إشارة إلى أنّ البيت المعمور بإزاء الكعبة في السماء، وأنّ طواف الخلق بهذا البيت يشبه طواف الملائكة وإحداقهم بالبيت المعمور والعرش، فهم متشبّهون بالملائكة في الطواف من طريق التعبّد، والغاية أن يترقّى مَن أخذ العناية بيده من هذا الطواف إلى أن يصير من الطائفين بالعرش والبيت المعمور.
واعلم، أنّ الطواف المطلوب هو طواف القلب بحضرة الربوبية، وأنّ البيت مثال ظاهر في عالم الشهادة لتلك الحضرة التي هي عالم الغيب، كما أنّ الإنسان الظاهر في هذا العالم مثال للإنسان الباطن الذي لا يشاهد بالبصر وهو في عالم الغيب، وأنّ عالم الشهادة مرقاة ومدرج إلى عالم الغيب لمن فتح له باب الرحمة، وأنّ أولياء اللّٰه المقرّبين لمّا يطوفون حول بيت اللّٰه الحرام ناظرون في طوافهم الطواف حول البيت المعمور الذي هو بإزاء الكعبة، متشبّهون بطواف الملائكة حول البيت المعمور والعرش بحسب الإمكان، وعدّوا بأنّ مَن تشبّه بقومٍ فهو منهم، وكثيراً ما يزداد ذلك التشبّه إلى أن يصير المتشبّه في قوّة المتشبّه به.
وروي عن الإمام الرضا عليه السلام: «علّة الطواف بالبيت: أنّ اللّٰه قال للملائكة:
« إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء. . .» 2، فردّوا على اللّٰه، فندموا، فلاذوا بالعرش واستغفروا، فأحبّ اللّٰه أن يتعبّد بمثل ذلك العبادُ، فوضع في السماء الرابعة بيتاً بحذاء العرش يسمّى الضراح، ثمّ وضع في السماء الدنيا بيتاً يسمّى البيت المعمور بحذاء الضراح، ثمّ وضع البيت بحذاء البيت المعمور، ثمّ أمر آدم عليه السلام فطاف به فتاب عليه، وجرى