71وتمّ بناؤه، قعد إبراهيم علىٰ ركن ثمّ نادىٰ: هلمّ الحجّ، فلو نادىٰ: هلمّوا إلى الحج، لم يحجّ إلّامن كان يومئذٍ إنسياً مخلوقاً، ولكنّه نادىٰ: هلمّ الحج، فلبّى الناس في أصلاب الرجال: لبّيك داعي اللّٰه، لبّيك داعي اللّٰه عزّ وجلّ، فمن لبّى عشراً يحجّ عشراً، ومَن لبّى خمساً يحجّ خمساً، ومن لبّى أكثر من ذلك، فبعدد ذلك، ومَن لبّى واحداً حجّ واحداً، ومَن لم يلبّ لم يحجّ» 1.
قوله عليه السلام:
وَصَدَّقُوا كَلِمَتَهُ.
إشارة إلى مطابقة أفعالهم، لما جاءت به الأنبياء من كلام اللّٰه سبحانه، وعدم مخالفتهم وتكذيبهم لهم.
قوله عليه السلام:
وَوَقَفُوا مَوَاقِفَ أَنْبِيَائِهِ.
في كلامه هذا عليه السلام استدراج حسن للطباع اللطيفة المتشوقة إلى لقاء اللّٰه، وجذب لها إلى هذه العبادة، بذكر التشبيه بالأنبياء.
وإنّما شبّه مواقفهم بمواقف الأنبياء؛ لأنّ الأنبياء قد حجّوا بالبيت الحرام أيضاً، ووقفوا في تلك المواقف، فهي مواقف إبراهيم وإسماعيل وآدم والأنبياء ومحمد - صلوات اللّٰه عليهم -.
فروي عن أبي جعفر عليه السلام: «كان طول سفينة نوح. . . وطافت بالبيت، وسعت بين الصفا والمروة سبعة أشواط، ثمّ استوت على الجودي» 2.
وروي: أنّ إبراهيم لمّا أذّن في الناس بالحج، حجّ هو وأهله وولده 3.
وروي عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام: «لمّا أفاض آدم من منىٰ تلقّته الملائكة، فقالت:
يا آدم، برّ حجّك، أما إنّا قد حججنا هذا البيت قبل أن تحجّه بألفي عام» 4.
وروي: سئل أبو عبداللّٰه عليه السلام عن البيت: أكان يحجّ قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه و آله؟