64في آخرها هذا المقطع بأكملها، بل حذف منها شيئاً، ويفهم أيضاً أنّ ما حذفه الشريف الرضي من الخطبة ليس بالشيء اليسير. ولعلّ الشريف الرضي روى الخطبة من غير الطريق الذي رواه القطب الراوندي، فحدث باختلاف الطريق الزيادة والنقصان.
شرح الخطبة:
قوله عليه السلام:
وَفَرَضَ عَلَيْكُمْ حَجَّ بَيْتِهِ الْحَرَامِ.
فرض اللّٰهُ الأحكام فرضاً: أوجبها، فهو عليه السلام في كلامه هذا يشير إلى وجوب الحج على الخلق، وهو معلوم بالضرورة من الدين.
والحجّ: قصدُ بيت اللّٰه لزيارته مع مناسك خاصة.
وإضافة البيت إلى اللّٰه للتفضيل والتشريف والتخصيص، وإن كانت الدنيا وما فيها للّٰهعزّ وجلّ.
والفريضة علىٰ قسمين: موقّتة بوقتٍ معيّن، وغير موقّتة؛ فإذا كانت الفريضة موقتة دلّ اختصاصها بوقتٍ لها علىٰ فضلها وشرفها ونباهة حالها، يُستدعى من الموظّف عليها فضل جهدٍ في إقامتها، ويكون ثوابها أعظم، فإنّ أفضل الأعمال أحمزها.
والحجّ من الفرائض الموقّتة بوقتٍ معيّن، ومعيّنة بمكانٍ مشخص، ممّا يستدعي من الموظّف عليها إقامتها في وقتها ومكانها، وذلك يتطلب مزيد جهدٍ للاستعداد لها، وتحمّل المشاق في إقامتها، فصارت فريضة الحج من الفرائض المهمّة في الإسلام، ويثيب اللّٰه مقيمها ما لا يثيبه في غيرها من الفرائض.
والحرام، إمّا بمعنى المحرّم، كقوله تعالى: « عند بيتك المحرّم» 1، فإنّ العرب كانت تحرّم فيه ما تستحلّ في غيره من القتل والقتال؛ وإمّا بمعنى الحرم - كزمان