49يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا وإنّ كلّ شيءٍ من أمر الجاهلية موضوعٌ تحت قدميّ 1هاتين، ودماء الجاهلية موضوعة. وأوّل دمٍ أضعهُ دم ربيعة بن الحارث. (كان مسترضعاً في بني سعد، فقتلتْهُ هُذيْلُ) ورِبَا الجاهلية موضوع، وأوّل رباً أضعه ربانا، ربا العبّاس بن عبد المطّلب، فإنّه موضوع كلّه، فاتّقوا اللّٰه في النساء، فإنّكم أخذتموهنّ بأمانة اللّٰه 2. واستحللتم فروجهنّ بكلمة اللّٰه 3، وإنّ لكم عليهنّ أن لا يوطئن 4فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهنّ ضرباً غير مبرّج 5. ولهنّ عليكم رزقهنّ وكسوتهنّ بالمعروف. وقد تركت فيكم ما لم تضلّوا إن اعتصمتم به، كتاب اللّٰه، وأنتم مسؤولون عنّي. فما أنتم قائلون؟» قالوا:
نشهد أنك قد بلّغت وأدّيت ونصحت. فقال بإصبعه السّبابة إلى السّماء وينكبها 6إلى الناس: «اللّهمّ! اشهد اللّهمّ! اشهد» ثلاث مرات. ثمّ أذّن بلال، ثمّ أقام فصلّى الظهر، ثمّ أقام فصلّى العصر، ولم يصلّ بينهما، ثمّ ركب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله حتىٰ أتى الموقف، فجعل بطن ناقته الى الصّخرات 7، وجعل حبل المشاة 8بين يديه، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفاً علىٰ غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلاً، حتىٰ