41وسنداً لروايتهما، ولكن يتضح من أقوالهما أنها لفّقا بين رواية معاوية بن عمار وروايات أخرى. وفي نهاية الرواية أوردا قصة الغدير، كما ضمّنا الرواية قصة معارضة الخليفة الثاني وبعض أصحاب الرسول لحج التمتع، وامتناع عمر عن الخروج من الإحرام مع تأكيد الرسول.
ولنلق الآن نظرة علىٰ نقاط الاختلاف بين رواية جابر ورواية معاوية بن عمار.
مقارنة بين رواية جابر ورواية معاوية بن عمار
نقاط الاختلاف بين الروايتين تتمثل فيما يلي:
1 - رواية جابر تتحدث عن مشاهدات جابر ومسموعاته، بينما رواية معاوية بن عمار تنقل قصة حجة الوداع -عن الإمام الصادق بوصفها حادثة وقعت في زمن مضىٰ، ولذلك لم ترد فيها قصة لقاء الإمام الباقر بجابر.
2 - اختصت رواية معاوية بذكر: أن الرسول أمر - عند نزول آية « وأذن في الناس بالحج» - المؤذنين أن يؤذنوا بأعلىٰ أصواتهم أنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يحجّ في عامه هذا.
3 - جاء في رواية معاوية أن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله خرج في أربع بقين من ذي القعدة، وفي رواية جابر بنقل أحمد بن حنبل جاء الخروج لعشر بقين من هذا الشهر، بينما لم يذكر الرواة الآخرون عن جابر مدة أصلاً.
4 - في رواية معاوية جاء: فلما انتهى (الرسول) إلى ذي الحليفة زالت الشمس فاغتسل، ثمّ خرج حتىٰ أتى المسجد الذي عند الشجرة فصلّىٰ فيه الظهر وعزم بالحج مفرداً، وخرج حتىٰ انتهى إلى البيداء عند الميل الأول فَصُفّ له سماطان فلبّى مفرداً. وهذه التفاصيل لم ترد في حديث جابر.