40السند، ولذلك لم ترد في ذلك الحديث قصة لقاء الإمام الباقر بجابر، كما لم ترد أيضاً عند أحمد بن حنبل من رواة أهل السنة كما ذكرنا من قبل. لكن الاختلافات الكثيرة بين نصي الحديث - كما سنرى - يُبعد هذا الاحتمال، ومن الأفضل أن نقول: إن حديث معاوية بن عمار في حجة الوداع طريق آخر مستقل عن طريق حديث جابر، وإن كان الإمام الصادق يشكل حلقة في سلسلة رواة الحديثين.
الكليني في الكافي ينقل روايتين أخريين أقصر من رواية معاوية بن عمار بشأن حجة الوداع.
الأولى: رواية الحلبي، أي عبيد اللّٰه بن علي الحلبي عن الإمام الصادق 1وفيها بداية حجة الوداع ونحر مائة من الإبل بيد الرسول وعلي، ولم يذكر شيئاً عن إحرام يوم التروية، والوقوف في منىٰ والمشعر وعرفات، ورمي الجمار، والرجوع إلى مكة.
الثانية: رواية عبد اللّٰه بن سنان عن الصادق 2، وهي قطعة من حجة الوداع. وفيها إضافات جديدة منها أن النبيَّ كتب قبل حجة الوداع إلى الأطراف يخبر الناس بحجّه في تلك السنة، ويدعوهم إلى الاشتراك في الحج، وأمره الناس في ذي الحليفة بتنظيف أجسامهم من شعر الإبط والعانة، والغسل ولبس الإزار والرداء أو الإزار والعمامة بدل الرداء، وكيفية التلبية، وآداب الطواف، وآداب شرب ماء زمزم والسعي وغيرها من الزيادات.
عبيد اللّٰه الحلبي وعبد اللّٰه بن سنان اثنان آخران من كبار صحابة الإمام الصادق، ونقلت عنهما روايات متعدّدة بشأن الحج في الكافي وكتب الحديث الأُخرىٰ.
العلّامة المجلسي في بحار الأنوار نقل حجة الوداع بالتفصيل عن كتاب الإرشاد للمفيد وأعلام الورى للطبرسي 3. وهذان العلمان لم يذكرا مصدراً