39وأولئك الأشخاص. وبالتدقيق في كتاب تهذيب الأحكام نستطيع الحصول علىٰ سائر طرق الشيخ الطوسي إلى معاوية بن عمار.
أما الشيخ الصدوق: في «من لا يحضره الفقيه» فقد نقل قسماً من رواية معاوية بن عمار ابتداءً من بدء نزول حكم حج المتعة على الرسول 1. حتىٰ نهاية فقرة الوقوف بعرفة 2، وما عدا ذلك فقد نقله مرسلاً دون ذكر اسم معاوية بن عمار. أما سائر روايات معاوية بن عمار بشأن الحج المذكورة في الكافي، فقد وردت أيضاً في التهذيب، والاستبصار، ومن لا يحضره الفقيه، وسائر كتب الحديث بأسانيد مختلفة، وربما كان فيها ما لم يرد في روايات الكافي. ولا مجال الآن للتدقيق فيها.
ينبغي الالتفات إلى أن معاوية بن عمار يروي عن الإمام الصادق فقط، دون أن يرفع الصادق الرواية الى الرسول كما في رواية جابر. ومثل هذا الحديث «مرسل ومرفوع» في نظر أهل السنة، لأن الراوي يرفع الحديث الى النبيِّ مع حذف الوسائط، غير أن هذا الحديث غير مرسل ولا مرفوع في نظر الشيعة لاعتقادهم بعصمة الإمام وحجية أقواله ولإيمانهم بأن ما يقوله أئمة آل البيت منقول عن آبائهم الواحد بعد الآخر عن علي عن رسول اللّٰه وهناك حديث بهذا المضمون 3.
اِنطلاقاً من هذا الأساس ينبغي أن نعدَّ حديث «معاوية بن عمار» حديثاً يمتاز بهذه الخاصية، أي إن الإمام الصادق روى عمل النبيِّ عن آيائه عن الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام ومن المحتمل أن يكون هذا الحديث هو حديث جابر نفسه، غير أن الإمام الصادق حذف الوسائط أو فعل الرواة ذلك، بلحاظ أن النقل كان موجهاً للشيعة المؤمنين بإمامة الإمام وبحجية أحاديثه، المستغنين عن