230وفلان وفلان. . .» .
ثمّ أمرنا صلى الله عليه و آله بالتوجه إلى بدر الذي نزلناه عشاء ليلة السابع عشر من رمضان، وكانت الآبار ومنابع الماء إلى جانب المسلمين. وكان عددنا 300 رجل كنتُ الفارس الوحيد فيهم، فيما كان عدد المشركين قرابة ألف رجل. .
فيهم من الفرسان عدد كثير.
كانت عيوننا متجهة صوب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وهو يناجي ربَّه ويدعوه: «اللّهمّ هذه قريش قد أقبلت بخُيلائها وفخرها، تحادك، وتكذب رسولك، اللّهمّ فنصرك الذي وعدتني. . .» .
واشتدّ أوار المعركة، وخفقت رايات القتال ولمعت الأسنة والسيوف، وعندها تيقنتُ أن الفروسية في الإسلام غيرها في الجاهلية، وتعلمتُ وقتها الفرق بينها وهي تحمل راية الحق وتدافع عنه وبينها وهي تحمل راية الضلال وتدافع عن الباطل، إنّ لها حلاوة وطعماً حينما تكون دفاعاً عن المبدإ الحق والعقيدة الصحيحة. لا دفاعاً ولا قتالاً من أجل الثأر والنهب والسطو.
إنّه القتال والجهاد والنضال المقدس الذي تعلّمته وإخواني من الإسلام ونبي الإسلام. قتال عظيم هذا الذي ترعاه السماء بآيات القرآن وبإمدادها الرباني، ويرعاه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله، بدعواته التي لا يحجبها عن السماء شيء ولا يمنعها مانع، وتتخلله استغاثة المؤمنين. . . .
« إذ تستغيثون ربّكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين. . .» 1والرسول صلى الله عليه و آله يقول:
«والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر إلّاأدخله اللّٰه الجنة» .
فكانت تلك الآيات وهذهِ الكلمات باعثاً عظيماً قوياً لنا، يثبت أقدامنا ويشدّ عزمنا نحو الشهادة. . .
فكان النصر حليفنا، وكان القتل وكانت الهزيمة والعار والذل يلاحق المشركين