146النجاح» . والتلبية هي من الشعائر الدينية التي أبقاها الإسلام ولكنّه غيّر صيغها القديمة بما يتّفق مع عقيدة التوحيد، فصارت علىٰ هذا النحو:
«لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك. إنّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك» .
كما جعلها جزءاً من حجّ مكة بعد أن كانت تتم خارج مكة، إذْ كانت كلّ قبيلة تقف عند صنمها وتصلّي عنده ثمّ تلبّي قبل أنْ تأتي إلى مكة، وذلك بالنسبة لمن كان يحج مكة فأبطل ذلك الإسلام 1.
ومن مناسك الحج السعي بين الصفا والمروة وكان بهما صنمان هما ل «أساف» و «نائلة» وطواف الحجاج بهما قدر طوافهم بالكعبة أي سبعة أشواط وكانت قريش تقوم بذلك. أمّا غيرهم فلم يطوفوا بهما. وبين «الصفا» و «المروة» يكون المسعىٰ وكان «أساف» بالصفا و «نائلة» بالمروة.
وكان أهل مكة يطوفون ب «أساف» أولاً ويلمسونه كلّ شوط ثم ينتهون ب «نائلة» ويلبّون لها. وذُكر أنّ قوماً من المسلمين قالوا: يا رسولَ اللّٰه! لا نطوف بين «الصفا» و «المروة» ، فإنه شرك كنّا نصنعه في الجاهلية، ولما جاء الإسلام وكسرت الأصنام كره المسلمون الطواف بينهما لأجل الصنمين، فأنزل اللّٰه في كتابه الكريم: « إنّ الصفا والمروة من شعائر اللّٰه» 2. ويتّضح من الأخبار أن الذين كانوا يطوفون بالصنمين ويسعون بينهما هم قريش خاصة؛ لأنها كانت تعبد الصنمين، وليس كلّ من كان يحج من العرب. وقد استبدل الإسلام الطواف بالسعي بين الموضعين. وذُكر أنّ السعي بين «الصفا» و «المروة» شعار قديم من عهد هاجر أُمِّ إسماعيل 3.
ومن مناسك حج أهل الجاهلية الوقوف ب «عرفة» ويكون ذلك في اليوم التاسع من ذي الحجة ويسمىٰ ذلك اليوم «يوم عرفة» . ومن «عرفة» تكون الإفاضة إلى «المزدلفة» ومن «المزدلفة» إلى «منىٰ» .