145فيعرفون ب «الحُمْس» .
وكان «الطُلْس» لا يتعرّون حول الكعبة ولا يستعيرون ثياباً، ويدخلون البيوت من أبوابها ولا يئدون بناتهم.
وكان «الحَلّة» يقصدون من نزع الثياب طرح ذنوبهم معها ويقولون: إنّهم لا يطوفون في الثياب التي فارقوا فيها الذنوب، ولا يعبدون اللّٰه في ثياب أذنبوا بها. وذكر أنّ «الحُلّة» إذا أتمّوا طوافهم تركوا ملابسهم عند الباب ولبسوا ملابس جديدة 1.
وقد منع الإسلام طواف العري في أي وقت، وحتّم علىٰ جميع قريش وغيرهم لبس الإحرام. والإحرام قديم عرف عند غير العرب أيضاً.
ويظهر أنّ أهل مكة وقريشاً كانوا يلبسون الإحرام أو يعيرونه لغيرهم من العرب إنْ كانوا من حلفائهم.
ومن المحتمل أن «المَعينيين» و «السَبيئيين» و «القَتْبانيين» و «الحَضْرميين» كانوا يطوفون حول معابدهم على نحو ما كان يفعله أهل الحجاز؛ لأنّ الطواف حول بيوت الأصنام من السنن الشائعة بين العرب وعند بني «أرم» و «النبط» . وكان الطواف حول البيت الحرام بمكة سبعة أشواط 2.
ومن مناسك الحج: التلبية وهي إجابة الملبّي ربّه وقولهم: لبّيك اللّهمّ لبّيك معناه: إجابتي لك يا رب.
وكان الجاهليون يلبّون تلبيات مختلفة، فتلبية قريش كانت: «لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك إلّا شريك هو لك تملكه وما ملك» .
وتلبية من نسك للعزّى كانت:
«لبيك اللهم لبيك، لبيك وسعديك ما أحبنا إليك» . وتلبية من عبد اللّات كانت: «لبيك اللهم لبيك كفىٰ ببيتنا بنيه ليس بمهجور ولا بلية، لكنه من تربة زكية أربابه من صالحي البرية» .
وكانت تلبية من عبد «هبل» :
«لبيك اللهم لبيك إننا لقاح حرمتنا علىٰ أسنّة الرماح يحسدنا الناس على