141الفرعونية تجتمع في معبد «أوزيريس» بمدينة «أبيدوس» في عيد هذا المعبود، فكانوا يحجّون إليه بهذه المناسبة. وكان الهنود يحجّون إلى المعابد الضخمة بجبال الهملايا، أو علىٰ ضفاف نهر الكنج، في «جُمنا» ، أو «برندابان» أو في مدينة «بَنارِس» الجليلة القدر عندهم. وفي الصين كانت الجبال المقدسة التي يَؤمّونها للحج كثيرة، خاصة جبال «تاي - تِشان» . وفي اليابان حيث تلتقي عبادة أرواح الأسلاف بالطقوس البوذية، في تعايش سلمي منسجم، تقوم معابد (الشِنْتو) - أي تقديس الأسلاف - مستقلة عند المعبد البوذي ومجاورة له: الأولىٰ تسمىٰ في لغتهم «جِنْجا» والثانية «أوتيرا» . وأماكن حجّهم على الجبال العالية، ولا سيما جبل «فُوجي ياما» . كما يؤمّون المعابد البوذية في مدينة «نارا» حيث أقسم أسلافهم القدماء علىٰ تحرير وطنهم من التبعية لامبراطور الصين، فأصبح معبدها البوذي مكاناً للحجّ.
وفي العراق القديم، كانت كلّ إمارة سومرية أو أكادية في (الألف الرابع قبل الميلاد) تتخذ لها عاصمة: تل العُبيد - الوَرْكاء - أُور - إريدُو - تل خَلَف - نينوىٰ - بابل - خفاجي - أرْبِل - كِرْكوك. . . الخ وكان تخطيط العاصمة يبدأ بمعبد مركزي، يمنح المدينة قدسيتها، إذْ يصبح حرماً ومكاناً للحج.
وكان هذا المعبد إما مربعاً، إشارة إلى أنّ اللّٰه هو المهيمن على الجهات الأربع للعالم: الشرق والغرب والشمال والجنوب، وإما بيضاوياً، يذكر بأنّ اللّٰه خالق للحياة، بإرادته تخرج الدجاجة، لتبيض بدورها بمشيئته، فتستمر الحياة.
وفي كلّ معبد برج شامخ يسمّونه «زِقُّورة» شكله مربع في المعابد المربّعة، ومستدير في المعابد البيضاوية، ينتهي من أعلىٰ بشرفة يرصد منها الكهنة النجوم - وكانوا يعبدونها - ويعلنون بدايات الطقوس الدينية للحجاج.
وهكذا كان الحج في إيران القديمة وبلاد الحيثيين في آسيا الصغرىٰ وغيرها من