137ببراءة من النار وبراءة من النفاق 1.
والبراءة من النفاق من فعل التلبية، فإنّ التلبية وترديدها وتكرارها تزيل النفاق من النفس وتبرئ صاحبها من حالة النفاق، وتشتت الميول والأهواء والهموم.
وكان رسول اللّٰه يلبّي بالتلبيات الأربع المعروفات ويكثر من ذي المعارج 2.
وهي:
«لبيك ذا المعارج لبيك، لبيك تُبدئ وتعيد، والمعاد إليك لبيك، لبيك داعياً إلى دار السلام لبيك، لبيك كشّاف الكرب العظام لبيك، لبيك يا كريم لبيك، لبيك عبدك وابن عبديك بين يديك لبيك، أتقرّب إليك بمحمدٍ وآل محمد، لبيك» 3.
شعور الحاج عند التلبية:
إنّ التلبية تقترن في نفس الحاج بانفعالات نفسيّة وأحاسيس مختلفة، فهي تقترن بالشوق إذ يقبل الحاج إلى الميقات ملبّياً دعوة ربّه. ويقترن بالإحساس بالهيبة عندما يشعر الحاج أنّه يقف بين يدي ذي الجلال والعظمة ليلبّي دعوته.
ويقترن بالرهبة والخوف، عندما ينظر إلى نفسه، فلا يراها أهلاً لهذا التكريم الإلهي، ولا يراها موضعاً لهذه الدعوة الإلهية ويخشىٰ إن لبّىٰ أن يردّ اللّٰه تعالى تلبيته.
روى الصدوق في الأمالي عن ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن أبيه، عن الأزدي قال: سمعت «مالك بن أنس» فقيه المدينة يقول: كنت أدخل إلى الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام، فيقدّم لي مخدّة، ويعرف لي قدراً، ويقول: مالك إنّي أُحبّك، فكنت أُسرّ بذلك، وأحمد اللّٰه عليه.