85الخامس الهجري.
هكذا كانت ظروف الحج في هذه البرهة من الزمن بل أكثر بكثير من ذلك، وفي مثل تلك الأزمنة وأوضاعها لم يكن الإعداد للحج، ورعاية قوافله، وأداء الشعائر، ثمّ العودة إلى الوطن أمراً سهلاً، وقد كانت هذه المهام تقع على عاتق أمير الحج أو مَن ينوب عنه.
وفي مثل تلك الفترة الشديدة - التي تعدّ أشد وأصعب فترة مرّ بها الحجاج على مرّ العصور - كانت مباشرة بيت أبي أحمد الموسوي لإمارة الحج، ومن هنا تتضح جسامة المهمّة التي تقلّدها هذا البيت الشريف.
وظائف أمير الحج:
الولاية على الحج ضربان:
أحدهما: أن تكون على تسيير الحجيج.
الثاني: أن تكون على إقامة الحج.
أما الولاية على تسيير الحجيج:
فهي ولاية سياسية وزعامة وتدبير، ويشترط في المولى والأمير على هذه المهمّة أن يكون مطاعاً، ذا رأي وشجاعة وهيبة وهداية.
وتجب على أمير الحج في هذه الولاية عشرة أشياء:
1 - جمع الناس في مسيرهم ونزولهم حتى لا يتفرّقوا فيخاف التوى والتغرير.
2 - ترتيبهم في المسير والنزول بإعطاء كلّ طائفة منهم مقاداً، حتى يعرف كلّ فريق منهم مقاده إذا سار، ويألف مكانه إذا نزل، فلا يتنازعون فيه ولا يضلّون عنه.
3 - يَرفق بهم في السير حتى لا يعجز عنه ضعيفهم، ولا يضلّ عنه منقطعهم، فقد روي عن النبي صلى الله عليه و آله أنه قال: «الضعيف أمير الرفقة» ، يريد صلى الله عليه و آله: أن من ضعفت دوابه كان على القوم أن يسيروا بسيره.
4 - أن يسلك بهم أوضح