78دامت افاضاته، وثانيتها ضمن مجموعة محفوظة في مكتبة الفاضل المعاصر فخر الدين النصيري الأميني دام بقاه.
ولم أعثر لهذه الرسالة علىٰ مخطوطة غير هاتين سوى مخطوطة محفوظة في المكتبة الوطنيّة بطهران برقم 3/2573، مذكورة في فهرسها ج 12، ص 502 - 503، ولكن لم يعلم مفهرس المكتبة أنّها من تأليف الشهيد الثاني قدس سره.
الحمد للّٰهمُسَهِّلِ الصعاب وميسّر الحساب، والصلاة علىٰ أشرف الأحباب وعلى آله وأصحابه خير آلٍ وأصحاب.
وبعد، فهذه جملةٌ كافلةٌ ببيان أقلّ ما يجب معرفته من أحكام الحجّ والعمرة؛ تسهيلاً على المكلَّفين وتيسيراً على المتعلِّمين، فإنّ التيسيرَ مُرادُ اللّٰه تعالى، وهو حسبنا ونعم المعين.
اِعلم أنّ الواجب على الآفاقي - وهو من نأىٰ منزلُهُ عن مكّةَ بمرحلتين مع استطاعته إلى الحجّ - حجُّ الَّتمَتُّع، وهو الذي يقدِّم عمرتَه علىٰ حجّه.
والواجب إذا وصل إلى ميقات الإحرام - وهو مسجد الشجرة لمن حجّ علىٰ طريق المدينة، والجُحْفَةُ لمن حجّ على طريق مصر، ويَلَمْلَمْ لأهل اليمن ولمن قربه، والعَقيقُ لأهل العراق ومن في معناهم، ومحاذي أحد المواقيت ولو ظنّاً لمن لم يصادف طريقه أحدها - أن يحرم منه بأن ينزع المخيط ويكشف رأسه وقدمَيْه إلّا ما يتوقّف عليه لبس النعلين إن كان رجلاً، ويزل ما علىٰ بدنه من رائحة الطيب.
ثمّ ينوي العمرة، وصفتها: «أُحْرِمُ بعمرة التمتّع لوجوبه قربة إلى اللّٰه» ، ولو اقتصر علىٰ قوله - ناوياً -: «أُحرِمُ بالعمرة للّٰه» كفى - ثمّ يُلبّي ناوياً: «أُلبّي لوجوبه قربة إلى اللّٰه» ، ويكفي «ألبّي للّٰه» ويقول: «لبّيك اللّهمّ لبيك، لبيّك، إنّ الحمد والنعمة