66وأمّا للمتوسّل إليه فلكونه أثراً منه، ولا يخفى ما بين الشيء وأثره من المناسبة، وأمّا إذا لم يكن جزء ذاته فمناسبتها للمتوسّل إليه بيّن لكونها أثراً منه، ومناسبته للمتوسّل يعلم بحكم تشابه آثار المؤثر الواحد، بل من حيث اتّحادهما سنخاً.
وبالجملة مراده عليه السلام نفي كون وسائل ذاته الإمكانيّة، وذوات الممكنات من حيث إنّها ممكنات لأنّه لو أمكن هذا لكان الفقر الذاتي الذي ليس أثراً منه - سبحانه - وسيلة وهو محال فتعيّن أن يكون منه - تعالى - سواء كان نفس وجوده الذي هو جزء ذاته أوّلاً، وهذا لا ينافي ثبوت بعض الآثار لبعض الماهيات دون بعض؛ لأنّ هذه الآثار ليست مستندة إلى إمكانه الذاتي الذي ليس متعلّق الجعل لاشتراكه بين الجميع، فتعيّن استنادها إلى المهية من حيث هي هي، والمهية كما هو الحقّ متعلّق للفعل وأثر للجعل، فصحّة كون بعض الأمور وسيلة بحسب الظاهر لحدوث بعض الآثار دون بعض لا ينافي المقصود؛ لأنّه لا يكون من جهة عدمه الذاتي الذي ليس متعلّقاً للجعل وسيلة، بل يكون وسيلة بجهة أُخرى، واعتبار آخر، وهو بهذه الجهة والاعتبار أثر منه تعالى.
هذا آخر ما أردنا إيراده، والحمد للّٰهأوّلاً وآخراً.
تمّت في يوم الاثنين الرابع عشر من شهر شعبان المعظّم سنة 1152.
فهرس مصادر التحقيق:
1 - القرآن الكريم.
2 - أعيان الشيعة للسيّد محسن الأمين، نشر دار التعارف للمطبوعات - بيروت 1403 ه.
3 - إقبال الأعمال للسيّد رضي الدين علي بن طاووس، نشر دار الكتب الإسلاميّة - طهران 1390 ه (طبعة حجرية) .
4 - بحار الأنوار للعلّامة محمد باقر المجلسي، نشر مؤسّسة الوفاء - بيروت 1403 ه.