32أساسيين للشريعة 1. ففي الكافي للكليني باب تحت عنوان «باب الردّ إلى الكتاب والسنّة، وأنه ليس شيء من الحلال والحرام، وجميع ما يحتاج الناس إليه إلّا وقد جاء فيه كتاب أو سنّة» 2وباب آخر تحت عنوان «باب الأخذ بالسنّة وشواهد الكتاب» 3. وثمة روايات عن الإمامين الصادق والباقر مضمونها أنّ:
«ما من شيء الّا وفيه كتاب أو سنّة» .
جميع الفرق الإسلاميّة تؤمن بأنّ الكتاب والسنّة مصدران أساسيان من مصادر الفقه، وتجمع عليهما، وإن اختلفت في أصول الفقه الأخرى.
السنّة باعتبارها طريقة الرسول وسيرته قُسّمت بالتدريج إلى القول والفعل والتقرير. أي إنّ كلّ قول أو فعل صدر عن الرسول، ويُنبئ بحكم من الأحكام التكليفية أو الوضعية علىٰ صعيد الأعمال الفردية والاجتماعية والعبادية ولو بالايحاء والإشارة المعتبرة، أو السكوت ذي المعنى، هو سنّة، وقابل للاستناد إليه. ومن هنا نستطيع أن نقول: إنّ كلّ حياة الرسول بعد النبوّة بما في ذلك الحركة والسكون والإقدام والامتناع والقول، والسكوت المفيد لحكم حسب القواعد المقرّرة في علم الأصول، هي سنّة قابلة للتأسي بها، ومصداق الآية الكريمة:
«ولكم في رسول اللّٰه أسوة حسنة» 4؛ ولذلك اهتمّ المسلمون بتقصّي تفاصيل أعمال وأقوال وسيرة الرسول وحفظها في الصدور، ثمّ تدوينها ونقلها من جيل إلىٰ جيل. وبين أيدينا اليوم كنوز قيّمة، ومجاميع واسعة نفيسة في سنّة الرسول هي كتب السنن وجوامع الحديث، التي هي حصيلة الجهد العلمي لعلماء المذاهب الإسلامية المختلفة. هذا وإنّ جرح الأحاديث الواردة في هذه الكتب وتعديلها وقبولها أو رفضها يحتاج إلىٰ تخصّص في عدد من الفروع العلمية. وهذه الفروع العلمية هي أيضاً حصيلة الجهود العلمية لعلماء الحديث.
مصطلح السنّة الذي كان أساساً يطلق علىٰ سنّة رسول اللّٰه اتّسع فيما بعد،