31بالإشارة إلىٰ نقاط الانحراف في تلك المناسك الجاهلية. لذلك فإنّ الحاجة ماسّة إلى السنّة في تعيين التفاصيل، وتشخيص المواضع والأمكنة داخل مكة وخارجها بما في ذلك مواقيت الإحرام. ولا تبلغ عبادة في حاجتها إلى السنّة مبلغ هذه العبادة.
4 - مع أنّ القرآن ذكر في مواضع عديدة إشارة أو تصريحاً أكثر مناسك الحج وأعماله، فبعض أجزاء الحج ليس لها ذكر في القرآن، وسندها الوحيد نجده في السنّة، مثل: استلام الحجر، ورمي الجمار، أو ترتيب الحجّ والعمرة والتفاوت بينهما، وأحكام الخلل والشكوك وكفارة كثير من المحرّمات وأمثالها. ولندخل الآن في صلب الموضوع لدراسة الحجّ في السنّة.
ما هي السنّة؟
السنّة في اللغة الطريقة والأسلوب، وفي عرف المسلمين سنّة رسول اللّٰه، ويعبّر عنها وعن القرآن الكريم بالكتاب والسنّة. وهذا الاقتران بين الكتاب والسنّة باعتبارهما مصدرين أساسيين للإسلام، ورد علىٰ لسان الرسول الأعظم، وكان شائعاً دون شك في عصر الرسول 1. فحديث الثّقلين في أكثر مصادر أهل السنّة والشيعة ورد بعبارة «كتاب اللّٰه وعترتي» لكنّه ورد في بعض مصادر أهل السنّة بلفظ «كتاب اللّٰه وسنّتي» وإلى هذا اللفظ الأخير استند كثير من الكتّاب والمفكّرين من أهل السنّة في كتاباتهم وأحاديثهم، ناسين عبارة «كتاب اللّٰه وعترتي» 2بينما تمسك الشيعة بهذه العبارة التي بلغت حدّ التواتر في كثرة رواتها.
غير أن تعبير «الكتاب والسنّة» شائع علىٰ لسان الشيعة في مصادرهم الحديثية والفقهية مثلما هو شايع في المصادر السنيّة باعتبارهما مصدرين