218دور إبراهيم الخليل عليه السلام.
مُنح اليهود صفة (أهل الكتاب) أو (أهل الذمة) عندما انتشر الإسلام، حيث أصبحت الدولة الإسلامية مسؤولة عن سلامتهم، فأخذوا بعلوم المسلمين، وألّفوا - للمرّة الأولى في التاريخ - كتب النحو ومعاجم الألفاظ تقليداً للمسلمين العرب، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل نجد أنّ الشعراء اليهود قرضوا الشعر العبري وفقاً للأبحر الشعرية المألوفة في اللغة العربية. وتناولت فنون الشعر العبري في ذلك الوقت جميع الأغراض المعروفة في الشعر العربي كالمديح، والهجاء، والفخر، والرثاء، والحكمة، والوصف. . . .
فالشاعر اليهودي يهوذا الحريزي يقول في المدح: لِليقي كل ياقار نافية في نلفيه في هولفيت بئير عَل روش مِشيحاف 1
أي: لصاحبنا اللاوى احترام ورفعة، فقد بات اكليلاً على الشعراء
كما نجد أن الشعراء اليهود، حاكوا الشعراء العرب في النظم العلمي والتعليمي، وفي نظم الأحاجي والألغاز 2.
ولم يؤلّف اليهود كتباً علمية في قواعد لغتهم إلّابعد أن تتلمذوا على يد المسلمين العرب، ونشأوا في عهد الثقافة الإسلاميّة نشأةً مكّنتهم من فهم العلوم العربية على اختلاف أنواعها.
فظهر سعيد بن يوسف الفيومي فيلسوف اليهود في القرن العاشر 3. وكان أوّل النحاة العبريين، الذين وضعوا قواعد النحو العبري على غرار قواعد اللغة العربية وليس هذا فحسب، بل أخذ الكثير من العلوم الدينية، وتشرّبت روحه بمذهب «المعتزلة» ، ويظهر هذا التأثّر جلياً في معالجته الديانة اليهودية، ويعدّه النحاة اليهود أبا النحو العبري.
ونقل اليهود إلى لغتهم العلوم الإسلامية كاللاهوت، والطب والفلسفة،