212يوم القيامة من أُحد.
وقد سمع عليُّ عليه السلام - يوماً - ثناء جمع من الصحابة عليَّ حيث قالوا: ما رأينا رجلاً أحسن خُلقاً، ولا أرفق تعليماً، ولا أحسن مجالسة، ولا أشدّ ورعاً من ابن مسعود. فقال عليه السلام:
«أُنشدكم اللّٰه أهو الصدق من قلوبكم؟ قالوا: نعم. قال: اللّهم اشهد أنّي أقول مثل ما قالوا، وأفضلَ من قرأ القرآن، وأحلّ حلاله، وحرّم حرامه، فقيهٌ في الدين، عالمٌ بالسنّة» .
وها هو الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، يعين عمار بن ياسر والياً على الكوفة، ويجعلني وزيراً ومعلماً في كتاب واحد سنة 21 ه، جاء فيه:
«إنّي قد بعثتُ عمار بن ياسر أميراً، وعبد اللّٰه بن مسعود معلماً ووزيراً، وهما من النجباء من أصحاب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله، من أهل بدر، فاقتدوا بهما، وأطيعوا واسمعوا قولهما، وقد أثرتكم بعبد اللّٰه علىٰ نفسي» .
فكنت في الكوفة معلماً للقرآن، وفقيهاً في الدين، وأميناً علىٰ بيت مال المسلمين، حتّىٰ آل أمر الخلافة إلى عثمان، فبعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط والياً على الكوفة في السنة الثانية من خلافته، وعقبة هذا من ألدّ أعداء رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله، وقد قتله عليّ بن أبي طالب بأمر رسول اللّٰه صبراً بعد أسره في معركة بدر، وأنزل اللّٰه فيه: «ويوم يعضُّ الظالم علىٰ يديه يقول يا ليتني اتخذتُ مع الرسول سبيلاً يا ويلتى لم أتخذ فلاناً خليلاً لقد أضلّني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً» 1.
أما ابنه الوليد فقد أسلم يوم فتح مكّة، وكان فاسقاً بنصّ القرآن:
«يا أيّها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأٍ فتبيّنوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا علىٰ ما فعلتم نادمين» 2.
جرت بيني وبين الوليد هذا مشادة وخصومة، بعد أن استقرض مالاً من بيت مال المسلمين ولم يُرجعه، فأرسل الى عثمان يخبره بمطالبتي له