20
بحث لغوي:
«الحنيف» ؛ يعني المائل إلى الوسط، والمستقيم الذي يراد به الميل إلى الحق؛ فالذي يسير في الشارع مثلاً، ويسعىٰ للابتعاد عن الرصيف والانتقال إلى الوسط، يقال عنه «حنيف» ، ويقال كذلك عن الذي رجله مستقيمة ومائلة إلى الوسط بأنه «أحنف» ، ولذلك ومن باب «تسمية الشيء باسم ضدّه» يقال عن الذي اعوجّت رجله وانحرفت: بأنه «أحنف» ؛ كما يقال عن الأعمىٰ (بصير) .
حنيفية المشركين:
إنّ القرآن الكريم، ومن أجل الفصل بين الحنيفيّة بمعناها الآنف الذكر، والحنيفية المتداولة بين المشركين، فقد قيّدها بكلمة «مسلماً» ؛ لأنهم كانوا يؤدّون مناسك الحجّ والزيارة، مع كونهم مشركين، ولهذا السبب فقد كانوا يسمونهم حنفاء 1. ولذا ينفي القرآن صفة الشرك الموجودة عند اليهودية والنصرانية عنه عليه السلام في نهاية الآية من باب التأكيد. «وما كان من المشركين» .
إبراهيم عليه السلام مسلم:
بعد أن سلب القرآن الكريم اليهودية والنصرانية عن إبراهيم الخليل، فقد قال عنه: إنه مسلم «ولكن حنيفاً مسلماً» .
معنى الإسلام:
تطلق كلمة الإسلام أحياناً بمعناها الشائع والمتعارف عليه - الذي يشمل الأصول والفروع وما جاء به خاتم الأنبياء - وأحياناً يراد بكلمة الإسلام الخطوط العامة والأصول الأساسية، ويذكر بهذا المعنىٰ في المصطلح القرآني، وإن