16ورثته عليه السلام؛ لأنّه كما بينا ذلك آنفاً، ليس من المعقول أن يقول قائل: إنّ إبراهيم الذي عاش قبل عدّة قرون من نزول التوراة والإنجيل، عمل وفقاً لذينك الكتابين اللذين شُرِّعاً بعده، وكان يعمل وفقاً لهما! وإن كان لا يستعبد القول:
انّه عليه السلام كان عالماً بالشريعة اللاحقة وله اطّلاع بها.
رأي العلّامة الطباطبائي رضى الله عنه صاحب تفسير الميزان:
يمكن تلخيص رأي المرحوم الأستاذ العلّامة الطباطبائي في عدّة نقاط:
1 - أنّ هذه المناظرة كانت محصورة بين إليهود والنصارىٰ فقط.
2 - أنّ إليهود والنصارىٰ احتجّوا بنوعين من المحاجّة والمناظرة:
الف - استدلال علمي ومنطقي؛ حيث إنّ القرآن الكريم يقول بصحّة مثل هذه المحاجّة والاستدلال.
ب - احتجاجٌ غير عقلائي واستدلالٌ غير منطقي.
أسلوب الاحتجاج العلمي لليهود والنصارىٰ:
كان النصارىٰ يقولون لليهود - الذين يدّعون أنّ دينهم وكتابهم أبدي ولا سبيل إلى نسخِهِ: لقد نُسِخَتِ التوراة بنزول الإنجيل، الذي يبيّن شريعة عيسى عليه السلام، ويجب علىٰ أتباع الدين السابق الإيمان بالدين اللاحق، ويعدوه دينهم الحقّ هذا أولاً. وثانياً: إنّ عيسىٰ النبيّ كان طاهراً، وإن مريم عليها السلام سيدة طاهرة وعفيفة.
وبالمقابل، فإنّ إليهود خاطبوا النصارىٰ بقولهم: أنتم علىٰ باطل؛ لاعتقادكم بالتثليث، وقولكم المسيح ابن اللّٰه.