12رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله في الفتح الإسلامي الظافر.
هدف وعّاظ السلاطين هؤلاء أن يفرغوا الحجَّ - كما يصرّحون هم بذلك - من أيّ محتوى سياسي. . . غافلين أن هذا التجمع المليوني الإسلامي من كلّ حدب وصوب، في بقعة معيّنة وفي زمانٍ معيّن، ينطوي بنفسه علىٰ أكبر مضمون سياسي، إنه استعراض للأُمّة الإسلامية تذوب فيه الاختلافات العنصرية واللغوية والجغرافية والتاريخية، وينبثق منه «كلّ» واحد.
هؤلاء وأسيادهم يلفّقون كلّ ألوان الأكاذيب والخداع والأباطيل من أجل أن لا يعي المسلمون حقيقة هذا التجمع الكبير، وأن لا يستشعروا الروح الجماعية فيه. . ولكي يضيّقوا الساحة على الداعين إلى الوحدة، والمنادين بالبراءة من أئمة الشرك.
إيران الإسلام أرادت أن تقوم بأقلّ عمل - إن لم يكن بأكبر عمل - يتناسب مع موضوع الحج، وهو دعوة المسلمين إلى الاتّحاد، وتبادل الأخبار بين الشعوب، وإعلان النفرة والبراءة من أئمة الشرك والفساد. وكلّ من يجابه هذه الأهداف السامية القيّمة، فهو مهما قال، فقد قال زوراً. والقرآن يقول: «. . . واجتنبوا قولَ الزّور» 1.
«قول الزور» هو ذلك الحديث الباطل الذي يسيء إلى الجمهورية الإسلامية، لأنّ الجمهورية الإسلامية رفضت حاكمية دولة الصهاينة علىٰ فلسطين الإسلاميّة، وردّت كلّ تسوية تقوم بها حفنة من الفاسدين المطرودين مع الغاصبين، وأدانت التدخّل الأميركي الاستيلائي في البلدان العربية، واستنكرت خيانة بعض حكّام العالم الإسلامي لشعوبهم المسلمة إرضاءً لأمريكا والصهيونية،