100
أنّ اللّٰه مع المتقين» 1. وتأكدوا من سلامة مواقفكم، وخلوها من الشرِّ والعدوان.
ويبقى الإسلام يوالي تأكيداته على المسلمين لكي يبقوا قاعدة للأمن والسلم في الأرض. قال تعالى:
«يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر اللّٰه ولا الشهر الحرام» 2.
لأنّ مبدأ الأشهر الحرم نابع من قيمومة هذا الدين على الناس، وهمينته على شؤونهم، وصلاحيته لقيادة حياتهم 3. قال تعالى:
«إنّ عدّة الشهور عند اللّٰه اثنا عشر شهراً في كتاب اللّٰه يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم» 4.
وبما أن هذا المبدأ لا تكمن أهميته في نفسه فقط، كقانون دولي. وإنّما مرتبط بفريضة الحج التي تمنحه الفاعلية والقدرة على التأثير من خلال المحتوى الروحي والعرفاني لهذه الفريضة. لذلك فقد شنّ القرآن الكريم جملة شعواء على المشركين لتصرفهم في الحكم الشرعي من خلال النسيء، الذي كانوا يقومون به، إذ كانوا يستبيحون حرمة أحد الأشهر الحرم، ويعوضون عن ذلك بإسباغ الحرمة على شهر آخر يختارونه، فلا يقاتلون فيه. قال تعالى: «إنما النسيء زيادة في الكفر يُضَلُّ به الذين كفروا يُحلّونه عاماً ويحرمونه عاماً. . .» 5.
وما أحرى العالم في هذا اليوم أن يتمثل خطى الإسلام، ويجعل مبدأ الأشهر الحرم قاعدة من قواعد الحياة الدولية فيه، لكي ينعم بالسلم في ثلث حياته، ويوفر على نفسه الإمكانات الجيدة لمعالجة قضايا السلم في الثلثين الآخرين منها.
ثانياً: البعد المكاني:
وترتبط فريضة الحج كذلك بمكان خاص يتّصف بالحرمة والقداسة، وهو