96المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة.
قال: فإني أردت يا رسول اللّٰه! أن أختصي، قال صلى الله عليه و آله و سلم: لا تفعل يا عثمان، فإنّ اختصاء أمّتي الصيام 1.
وروي أيضاً أنه قال لرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم: إنّ نفسي تحدّثني بالسياحة وأن ألحق الجبال، قال: يا عثمان لا تفعل، فإنّ سياحة أمّتي الغزو والجهاد 2.
وروي: أنّه اتخذ بيتاً يتعبّد فيه، فأتاه النبي صلى الله عليه و آله و سلم، فأخذ بعضادتي البيت وقال: يا عثمان، إنّ اللّٰه لم يبعثني بالرهبانية - مرّتين أو ثلاثاً -، وإن خير الدين عند اللّٰه الحنيفية السمحة 3.
وروي عنه - أيضاً - أنّه قال:
يا رسول اللّٰه! إني رجل تشقّ عليّ العزبة في المغازي، أفتأذن لي في الخصاء؟ قال: لا، ولكن عليك بالصوم، فانه مَجْفَر (محصن) 4.
وروي عنه - أيضاً -: أنه همّ بطلاق زوجته، وأن يختصي ويحرم اللحم والطيب، فردّ عليه النبي صلى الله عليه و آله و سلم، واُنزل في ذلك: «ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثمّ اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا واللّٰه يحبّ المحسنين» 5.
وروي أيضاً: أنه توفي ابن لعثمان بن مظعون، فاشتدّ حزنه عليه، حتّى اتخذ داره مسجداً يتعبّد فيه، فبلغ ذلك رسول اللّٰه، فأتاه، فقال له:
يا عثمان، إنّ اللّٰه تبارك وتعالى لم يكتب علينا الرهبانيّة، إنّما رهبانية أمتي الجهاد في سبيل اللّٰه، يا عثمان بن مظعون! للجنة ثمانية أبواب، وللنار سبعة أبواب، فما يسرّك أن لا تأتي باباً منها إلّاوجدت ابنك إلى جنبك آخذاً بحجزتك يشفع لك الى ربك، قال: بلى. . . 6شعره:
ولم يكن عثمان من الشعراء المعروفين، لكنه كان قادراً على نظم الشعر، والذي وصل إلينا شيء منه.
وقد مرّت منه عدّة أبيات في فصل تعذيب قريش لعثمان وهجرته.
فمن شعره حينما هاجر إلى أرض الحبشة، وبلغه أنّ أمية ابن خلف شتمه، فقال: أتيم بن عمرو الّذي فار ضغنه